إن طيبة الشعب العماني ورجولته ونخوته كان لها الأثر الكبير في تفاني وإخلاص القوى العاملة الوافدة في العمل على أرض هذا الوطن، حيث أنه من المعروف عن الشعب العماني المعاملة الطيبة والكرم والصدر الرحب، مما انعكس على هؤلاء العمال وجعلهم يخلصون في عملهم بشكل كبير وكما يقول المثل "من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم". إن نسبة القوى العاملة الوافدة ولله الحمد قد انخفضت وبشكل كبير في السلطنة مقارنة بالسنوات الماضية، ونجد الآن أن الشعب العماني يعمل بجد واجتهاد في جميع مجالات العمل المختلفة، ولكن لو أمعنا النظر في القوى العاملة الموجودة حاليا نجد ان هنالك الكثير من العمال الذين يعملون ليل نهار إما في تنظيف الشوارع أو تشجير الشوارع أو بناء المساكن أوالمشاريع السياحية التي تقوم بها السلطنة في سبيل تطوير السياحة، إن هؤلاء العمال المخلصين يعملون بجد في سبيل لقمة العيش. بالإضافة إلى أن هنالك عمال قد قضوا سنين عديدة في مجال العمل بالسلطنة بجد و اجتهاد، تاركين وراءهم أهلهم وأولادهم وأصدقاءهم وكل من يحبون وذلك في سبيل تأمين الحياة السعيدة لذويهم، بالإضافة إلى أن البعض منهم يجيد التحدث باللغة العربية. عندما نصحو في الصباح الباكر للذهاب الى العمل نجد ان هنالك عمالا كثيرين يوفرون لنا النظافة في الشوارع، وذلك من خلال بلدية مسقط التي تقوم بتنظيم دور هؤلاء العمال، ولجميع من يساهم في توفير هذه الخدمة نتقدم اليهم بجزيل الشكر والتقدير على هذا المجهود الأكثر من رائع في الحفاظ على نظافة هذا البلد، وجعل مسقط من أجمل وأنظف العواصم العالمية. وكذلك نجد أن لدى هؤلاء العمال ميزة الثبات في العمل وعدم الانتقال إلى عمل آخر أو التفكير في أي شيء غير الحصول على لقمة العيش، وذلك لتلبية احتياجات اهلهم وذويهم، الذين من المؤكد أنهم ينتظرون هذا الدخل. هنالك بعض الأشخاص الذين يسيئون التعامل مع العمال الذين يعملون لديهم، غير مبالين بأن هذا العامل قد ترك كل شيء لديه في وطنه، و عانى الكثير للحصول على هذا العمل وذلك في سبيل توفير الراحة لأهله. بالإضافة إلى أن هذه القوى العاملة الوافدة تشارك في مناسبات الأفراح التي تشهدها السلطنة، حيث لاحظنا الكثير منهم خلال دورة كأس الخليج (19) في مسقط يشجعون المنتخب ويتمنون له الفوز وكل التوفيق، بالإضافة إلى أنهم كانوا يستمتعون بأداء المنتخب العماني. وأيضا هذه القوى العاملة موجودة في كل ربوع السلطنة ولكن بأعداد أقل مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنهم جادون في العمل ويكافحون من أجل الحياة. ولتنويع مستوى الدخل عند هؤلاء العمال نجد ان البعض منهم على سبيل المثال في محطات البنزين، يحاولون رفع مستوى راتبهم المحدود من خلال بيع بطاقات الهواتف المسبقة الدفع إلى الاشخاص الذين يأتون الى المحطة لتعبئة الوقود في سياراتهم، وهذا شيء جميل . الشبيبة العمانية