أيها الممسكون بتلابيب جلباب مصر الحبيبة نسألكم بمن أوصلكم إلى سدة شرفتها الفارهة المطلة على شواطئها السندسية ومياهها اللؤلؤية وأحجارها القرمزية ومآثرها التاريخية وحضارتها الفرعونية أن لا تطمسوا معالم هذه الحسناء فجميلتكم منذ الأزل وهي ملهمة المبدعين والشعراء ومن أنجبت جهابذة فن الرسم والنحت وزخرفة فنون البناء ومن ترعرع تحت أفيائها «شوقي» و «حافظ إبراهيم» و «علي محمود طه» و «العقاد» و»طه حسين» و «المنفلوطي» و «نجيب محفوظ» و «المازني» و «البارودي» و «احسان عبدالقدوس» و «سيد درويش» وبليلها الصداح من غنى لنيلها وعبيرها وأطيارها وأشجارها ملك ملوك الطرب «محمد عبدالوهاب» و «أم كلثوم» سيدة الغناء. نأمل منكم يا أحباءنا أن تكونوا لطفاء ورحماء بالجميلة تمشياً مع وصية حبيبنا وحبيبكم صاحب القبة الخضراء كما أننا لا نخفيكم سراً أيها الأحبة بأننا لا نطيق أن نرى هذه المحبوبة التي بات حبها يسري في الدماء أمست تبدو للناظرين دوحة جرداء بعد ما كنت دوحة جميلة زاهية خضراء. لا نطيق أن نراها وقد خلت مواقع آثارها من سياح الدول الأوروبية. لا نطيق أن نرى شواطئها وقد خلت من المراكب الشراعية وأهازيجها البحرية. لا نطيق أن نرى حناطيرها وتكاسيها تبحث عن ركاب ولم تجد من تجوب بهم أزقتها الروحانية لا نطيق أن نرى كراسي مقاهيها خالية ممن اعتادوا على سهراتها الجميلة الليلية لا نطيق أن نرى فنادقها وشققها خالية ممن كانوا يرتادونها في مواسمهم الصيفية. لا نطيق أن نرى موظفي فنادقها ومكاتبها يتسكعون في شوارعها الفاطمية. نريد منكم أيها الأحبة أن تكون أفكاركم وسطية كما أوصت بها التعليمات المحمدية. نريد منكم أيها الأحبة أن تكونوا عند حسن ظن الجميع نريد أن يحبكم الكبير والصغير والرضيع. نريد منكم أيها الأحبة أن تعيدوا البسمة وتدخلوا البهجة لهذا الشعب المكلوم وتعوضوه عن كل ما كان منه محروماً والله ولي المحسنين. عضو النادي الأدبي بجدة عضو اتحاد كتاب مصر بريد الكتروني: [email protected]