من تتاح له الفرصة لزيارة مدينة القاهرة في هذه الأيام ويجوب في شوارعها الكائنة بوسط البلد لايصدق نفسه إنه في مدينة القاهرة الجميلة التي نهارها ليل وليلها نهار والتي عرفت باحتضانها لكل مباهج الجمال وخفة دم أهلها الطيبين والتي صدرت فكرها وابداعها وفنها. لم يعد الزائر يرى القاهرة ذات الجمال الخلاب الذي يدخل البهجة والسرور في قلوب زائريها، ما لو انها ملت من فترة استحواذها على كل مقومات الجذب أبان عصورها الجميلة التي عرفت لها وأذنت لغيرها في البلدان الأخرى ان تستحوذ على بساطها الزاهي التي تربعت عليه ردهة من الزمن. قاهرة المعز شوارعها الرئيسية الآن خالية من السواح ومحلاتها التجارية خالية من المشترين وبعض فنادقها خالية من النزلاء كذلك مواقع مناخها واثارها التاريخية لايوجد في اروقتها سوى حراسها فقط واصبحت بعض شواطئها البحرية التي عرفت بمائها الرقراق واعشابها السندسية وهوائها العليل ومراكبها الليلية الشراعية التي كانت تدغدغ الاحاسيس بأهازيجها البحرية واناشيدها الوطنية الجميلة صامتة لعدم وجود من يشاركها فرحتها ورقصاتها الفلكلورية وأصبحت مكاتبها السياحية متوقفة عن حجوزات السفر وقطع التذاكر لعدم وجود سواح واصبح سائقو عربات التكاسي يجوبون الشوارع طولا وعرضا بحثا عن من يمتطي صهوة عربتهم فلايجدون من يلبي لهم هذه الرغبة مما جعل المقاهي تكتظ بمن ليس لهم عمل كما كان لهم من سابق ولا شك أن المدن السياحية الأخرى التابعة لهذه المدينةالمنورة تعاني هي الأخرى من هذا الركود السياحي مثل مدينة "الغردقة" ومدينة شرم الشيخ والاقصر واسوان ومرسى مطروح وغيرها. وبما أنني على يقين تام بأن هذه الوعكة التي ألمت لما عرف عن أهلها من علو الهمم والريادة في كل شيء فهم قادرون على ارجاع ماكانت عليه هذه المدينة وباقي المدن السياحية الأخرى بمشيئة الله. وبرغم ما آلت اليه هذه المدينة الحبيبة من تراجع سياحي ألا أن السائح المحب لهذه المحبوبة التي تسكن في وجدانه لن يغيب عنها طويلاً إلا ان يعاوده الشوق إليها فيحزم حقائبه ويستقل راحلته متوجها إليها مترنما بقول الشاعر: ومازرتكم عمداً ولكن ذو الهوى إلا حيث يهوى القلب تهوى به الرجل عضو النادي الادبي بجدة عضو اتحاد كتاب مصر [email protected]