في موسم الحج للعام الماضي (1433ه)،أنشأت وزارة الحج نظاماً إلكترونياً (المسار الإلكتروني) لضبط طلبات التأشيرات ومتابعة الخدمات التي تقدم للحجاج، ونجح هذا النظام الإلكتروني في تحقيق نتائج متميزة، تمثلت في تكريس الإيجابيات وانحسار العديد من السلبيات التي تم رصدها في مواسم الحج السابقة. وحسناً فعلت وزارة الحج عندما قامت بتفعيل هذا النظام لخدمة ضيوف الرحمن من المعتمرين وزوار مسجد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مع حلول موسم العمرة الحالي والذي انطلق منذ غرة شهر صفر الماضي، حيث تستقبل الوزارة طلبات تأشيرات العمرة عبر المسار الإلكتروني الذي يربط عدداً من الأجهزة الحكومية مثل وزارة الحج، وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وغيرها، بمؤسسات القطاع الخاص المرخصة بتقديم خدمات المعتمرين والتي لا تفعل أنظمتها إلا بعد تنفيذ العديد من الإجراءات النظامية مثل جاهزية مواقعها والحصول على التصريح الأمني، توثيق عقود الوكلاء الخارجيين، تكوين حزم الخدمات التي تقدم للمعتمرين وتوثيقها واعتمادها بالمسار الإلكتروني، وتقديم الخطط التشغيلية الخاصة بفترة العمرة واعتمادها بالمسار الإلكتروني، وفق أعلى نظم أمن المعلومات. ومن خلال المسار الإلكتروني يتم متابعة سير ضخ التأشيرات منذ لحظة طلبها إلى أن يتحصل المعتمرون عليها، إضافة إلى متابعة وتقييم الخدمات التي تقدم للمعتمرين وما تتضمنه من تيسير وتسهيل إجراءات قدومهم ومغادرتهم، والحفاظ على حقوقهم، وذلك بهدف العناية بهم، والحرص على تقديم أفضل الخدمات وأرقاها لهم. إن اعتماد المسار الإلكتروني وتفعيله لخدمة المعتمرين والزوار الذين يتوافدون الآن إلى الديار المقدسة من مختلف الدول العربية والإسلامية، يأتي امتداداً للجهود المباركة التي بذلتها وزارة الحج استعداداً لموسم عمرة هذا العام (1434ه)، كونها المرجعية الرسمية لمتابعة خدمات المعتمرين، حيث قامت باستكمال جهودها من حيث أنظمة الرقابة الإلكترونية، وسخرت كافة إمكاناتها المادية، وحشدت جميع طاقاتها البشرية للقيام بالأدوار الرئيسية، ومتابعة حزم الخدمات المقدمة للمعتمرين، والإشراف عليها من قبل اللجان الرقابية التابعة للوزارة، التي تجوب جميع المواقع المرخصة للتحقق من جاهزية الشركات والمؤسسات المصرح لها بتقديم خدمات المعتمرين، ليتمكنوا من أداء نسكهم بيسر وسهولة وطمأنينة، تحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة التي تضع العناية والاهتمام بضيوف الرحمن في أولى أولياتها، وتحرص على توفير كافة الإمكانات وبذل الجهود اللازمة لتقديم هذه الخدمة الجليلة بأرقى الأساليب وأفضلها. كاتب وباحث أكاديمي