الحديث عن وزارة الصحة وجودة الأداء لازال في الحقيقة يشغل بال الكثير ممن يهمهم صحة المواطن ومن على هذا الثرى الغالي سيما إذا أدركنا أن ميزانية وزارة الصحة لوحدها قفزت في السنوات الأخيرة وفي عهد معالي الدكتور المميز عبدالله الربيعة من (14 ) ملياراً إلى ( 54 ) ملياراً لكن الحقيقة المرة أن المواطن المحتاج للخدمات الطبية لا يلمس على الارض أي تطور ، ومما (زاد الطين بلة) أن معالي وزير الصحة أعلن ان نسبة 60% من تلك الميزانية مرتبات ، وأخشى أن تكون نسبة كبيرة من المتبقي لاسمح الله مشاريع متعثرة ، إن وزارة الصحة رغم أن القطاع الخاص والتأمين الصحي للوافدين والسعوديين في القطاع الخاص ووزارة الدفاع والداخلية والحرس الوطني قد تحملت جزءاً كبيراً من علاج جزء أكبر من المواطنين ، وأن نسبة متوسط ارقام الميزانية لمن يراجعون فعلا مستشفيات ومراكز وزارة الصحة تعتبر نسباً خيالية لاتصدق ، ومع ذلك نرى مستشفيات متعثرة او مستشفيات قائمة ينقصها أجهزة وإمكانيات فنية وبشرية ، تجعل تلك المستشفيات مع فخامتها اشبه بمقار طوارئ، ثم نجد أن غالبية الصحف يومياً وعلى مدار الساعة تنشر قصصاً مفجعة عن الأخطاء الطبية او رفض حالات مرضية لعدم توفر العلاج أو مناشدة لقبول حالات مرضية لمواطنين في المستشفيات الحكومية ، او طلب تبرعات لمعالجة بعض المواطنين حتى نشأ لدينا جمعيات خيرية لمعالجة مرضى المواطنين ولا أدل على ذلك من أنه خلال هذه الاسبوع نشرت احدى الصحف إعلاناً مكلفاً لإحدى الجمعيات الخيرية محتواه ( أرهقني الداء فأمنحني الدواء) مرفق صوراً محزنة لأطفال بحاجة إلى الدواء مرفق ارقام حسابات وارقام جوالات للتبرع برسائل نصية مقابل عشرة ريال مذيلا الإعلان بعبارة ( بعطائكم نعالجهم ) و بتوقيع ( جمعية ؟؟؟؟ للخدمات الصحية التطوعية ) هذه الجمعية التي يشكر القائمون عليها لو لم ترَ المواجع والفواجع لما اقدمت على مثل هذا العمل الجليل ، لكن حقيقة الأمر أن ذلك يتعارض مع تلك الإمكانيات المهولة التي توفرها الدولة لوزارة الصحة والقطاعات الصحية والاجتماعية الأخرى والتي تجاوزت ال (100 ) مليار ريال هذا العام وهذا يعود بنا إلى مناشدات سابقة تؤكد قصوراً واضحاً في الأداء وهذا حقيقة وليس تقليداً فقد هرمنا ونحن ننتظر من وزارة الصحة الرقي بخدماتها ومواكبة الواقع وحجم ما ينفق على هذا المرفق الحيوي ويسخر له من إمكانيات مالية وفنية وبشرية لكن ينقصها الجودة التي كلما وعدنا بها وجدناها تنهار، فلا المريض كان أولاً ولا الخدمات كانت معقولة ، ونحن هنا لا نسوق الكلام جزافاً بل من واقع مؤسف وموجع بل مفجع فبين كل فترة وفترة تظهر على السطح مشاكل هي وليدة إهمال وعدم اكتراث وتؤكد أن لا أجندة حقيقية ذات نظرة طويلة المدى تحظى بها إستراتيجية العمل بهذه الوزارة وكأننا بمن يقول ( انا ومن بعدي الطوفان ) ولعل نظام التأمين الصحي للمواطنين خير شاهد رغم مرور ثلاثة وزراء على الوزارة والمشكلة لا زالت قائمة بدون مسببات مقنعة ابدا بل بقيت رهينة الأدراج رغم أن كل مسؤول مع بداية توليه يعلن أن التأمين الصحي للمواطنين سيكون من اولويات مهامه ، يعني هرم الشباب منذ فكرة التأمين ولا زال ( مكانك سر ) وتعثر مشاريع الوزراة وبالذات المستشفيات واضح للعيان ولا يبدو في الأفق حلول لمشاكل ذلك التعثر ، . ولست هنا بصدد سرد السلبيات القاتلة في الوزارة والتي سبق ان اشارات اليها تقارير مجلس الشورى وحقوق الإنسان ونزاهة وجهات رقابية عدة ومعظم وسائل الاعلام ، لكن أن تتخلى الوزارة عن تقديم الخدمات للمرضى وفق منهجية طبية مواكبة فهذا قمة الاهمال حيث لاحظنا مؤخرا وكما اشرت اعلاه تخلي المستشفيات الحكومية عن كثير من المرضى ورعايتهم صحياً بدون سبب مقنع ومنهم من يقضي نحبه ومنهم من يلجأ بعد الله للإعلام او لولاة الأمر حفظهم الله ثم يسارع المسؤول في نقله وتقديم الخدمات الواجبة أصلا ، فلماذا لايكون هنالك آلية لمثل هذه الحالات التي تعتبر الخدمات الصحية حقا لهم وواجباً مكتسباً بدلاً من الركض تحت صوت مطارق الإعلام ومتابعة ولاة الامر والشواهد كثيرة . او البحث عن وساطة وما إلى ذلك . وهل مثل هذا المرفق الهام يقوده الإعلام ؟ أم من الفروض إستراتيجيات مدروسة يلمسها المريض على ار ض الواقع لا عبر الإعلام والوعود التي عادة لا تجد النور .. فماذا نرتجي من وزارة 60% من ميزانيتها مرتبات حقيقة (25) عاماً ونحن نكتب ولكن هرمنا دون أن نلمس ما يشفي الصدور قبل الأوجاع هذا وبالله التوفيق .. جدة ص ب 8894 فاكس 6917993