عندما تحدث الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن بمقولته الشهيرة " من ليس معنا فهو ضدنا" هاج العالم العربي تحديداً هوجاته (الفشفاشية) كعادته اعتراضاً على هذا القول الذي صنفوه غير حضاري أو/و إنساني وهو كذلك، ولكن من يفعل مثل هذا الاعتراض يفترض أن يكون مجتمعاً لا يؤيد هذا القول وبالتأكيد لا يفعله أو يشجع عليه. لكن الحقيقة المرة والواقع الذي يصعب الهروب منه يعكسه حال المجتمع العربي كغالبية وبالذات من يتقلد منهم كأفراد منصباً حكومياً أو اجتماعياً، فتجد هذه العبارة (معي أم ضدي) واضحة وضوح الشمس في جميع حركاته وسكناته، فالصحيفة أو الكاتب الذي يمدحه بصدق أو بنفاق هو معه وفي حال أن قامت نفس الصحيفة أو الكاتب بانتقاده مرة واحدة يتحول المشهد بطريقة دراماتيكية إلى العكس وتبدأ حركات الصغار في الظهور على السطح، لأن من يتبع هذا المبدأ في التعامل هو قطعاً صغير الفكر وضعيف الشخصية ولذلك يتصلب. نفس الوضع تلاحظه في الوسط الاجتماعي ويصل لمستوى العائلات، فتجد الثري في العائلة أو الأكبر سناً يتصرف بنفس المنطق الفرعوني الذي يريدك أن تشاهد وتردد ما يريده فرعون لكي تحظى بالقرب أو حتى بشهادة الحق وإذا لم تفعل سوف تتحول إلى شخص فيه كل العيوب ولا يصلح غير زوج لعوب ويؤتى بشهود الزور لكي تتلصق فيك التهم حتى وإن كنت في الماضي القريب من العارفين تتحول في لحظة من المغضوب عليهم وبترقية سريعة من الضالين. أعتقد أن العالم العربي في حاجة ماسة لحقن المجتمع عموماً ومن يتقلد المناصب الرفيعة خصوصاً بمعلومات كافية عن علم الشخصية وبالذات حالات التأثير المعروفة ومنها تحديداً "تأثير الهالة و الترديد الأعمى" "Hallo Effect and Stereotype" لأنها من الركائز التي قد تخدع الإنسان إذا لم يتعرف على تأثيرها عليه من نفسه ومن الآخرين فتجده ينساق خلف بعض السراب الذي عندما يكتشف حقيقته التي تعني فشله يتحول معها إلى شخص متوحش الفكر والنفس وإن كانت الابتسامة لا تفارقه، المصيبة الكبرى أن هؤلاء يؤسسون لك أفراداً صورة طبق الأصل منهم ويتحول بعضهم إلى مسؤولين ويعيدون إنتاج أنفسهم وهذه من أسباب تخلف المجتمعات بالذات التي تتوفر لديها مختلف الإمكانيات. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الاعمال - بريطانيا