ما دفعني للكتابة عن خطوط مساندة الطفل ما يعانيه أطفال العالم في دول النزاعات المسلحة والحروب من خوف وقلق وألم نفسي وبدني وما يتعرض له أطفال غزة الأبرياء هذه الأيام من قصف عشوائي إثر العدوان الغاشم والمستمر عليهم بغير ذنب اقترفوه سوى أنهم أطفال غزة. احتفل العالم في 20 نوفمبر الماضي باليوم العالمي للطفل ولا زال هناك الكثير من الأطفال يعانون من قصف القنابل والصواريخ والعدوان والقتل والتهديد يوميا. متى يأتي اليوم الذي يتحد فيه أطفال العالم في مثل هذا اليوم ويساندون إخوتهم في الإنسانية بإطلاق حملة مناصرة عبر خطوط مساندة الطفل ينادون من خلالها بحق هؤلاء الأطفال في العيش الحر الكريم الذي تدعو له جميع الأديان السماوية وتنادي به مختلف المواثيق والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية , قد يتساءل البعض عن ماهية خطوط مساندة الطفل، هي خطوط اتصال هاتفية أنشئت بهدف إخراج الأطفال من أي وضع خطير يتعرضون له وأصبحت من خلال جهودها الإنسانية كيانات رئيسة ومهمة في مجال حماية الأطفال لأنها تعمل على توفير المساعدة السريعة والمباشرة عن طريق الهاتف والوسائل التكنولوجية الأخرى كالرسائل النصية ، وخدمات الانترنت والرسائل الفورية عبرالبريد الإلكتروني وقد أثبتت هذه الخطوط جدارة منقطعة النظير في حماية ملايين الأطفال وإنقاذهم من خطر التشرد والعنف والموت في دول يعاني فيها الأطفال من ظروف معيشية وبيئية سيئة للغاية وقد تلقت هذه الخطوط منذ إنشائها إلى الآن 146 مليون اتصال في المائة وستة وثلاثين دولة المنتشرة فيها في مختلف أرجاء العالم. لكن لو توقفنا عند ما يجري حولنا من مآس حياتية يعيشها الأطفال في هذا العالم القاسي بأحداثه المتتالية وانتهاكاته المريعة التي ترتكب بحقهم على مرأى ومسمع من العالم أجمع لما اكتفت الهيئات والمنظمات العالمية بالشجب والتنديد وإنشاء خطوط مساندة فقط بل لتبنوا سياسة ملزمة تحمي حقوق الأطفال في أي مكان في العالم وتحت مختلف الظروف ويكون لها تأثيرها القوي على الرأي العام الدولي الذي كثيرا ما تؤدي تناقض قراراته وازدواجية معاييره إلى مضاعفة معاناة الأطفال وزيادة آلامهم وخلق بيئات غير آمنة للأطفال. فكم طفل في هذا العالم يتضور جوعا ويحلم بلقمة عيش تسد رمقه ، وكم طفل في حاجة إلى حضن دافئ يشعره بالأمان ، وكم طفل يحتاج لكلمة حانية تشد أزره وتعينه على مواصلة دربه في هذه الحياة ، وكم طفل في حاجة إلى مأوى يوفر له الحماية من الظروف القاسية التي يعيشها. للأسف الأعداد كبيرة وفي تزايد مستمر والسبب سياسات وقرارات الكبار ومصالحهم التي لا تنتهي هي الأخرى والتي تتعارض في غالبها مع القوانين والمواثيق الإنسانية والاتفاقات الدولية وأوضح مثال على ذلك ما يعانيه أطفال غزة الأبرياء من مرارة القصف والعدوان الذي لا ينتهي هو الآخر متى يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل وجميع أطفال العالم ينعمون بالرفاه والاستقرار والأمان في مختلف بقاع الأرض بتضافر جميع الجهود الإنسانية الخيرة في هذا العالم الواسع قد يصبح هذا التساؤل واقعا يعيشه جميع أطفال العالم.