تخوض الأحزاب العربية البرلمانية انتخابات الكنيست الإسرائيلية المقرر إجراؤها في 22 يناير 2013 في ظل تحديات مركبة جدا تحيط بالمجتمع العربي في الداخل من مختلف الجهات. وفي الحقيقة لا يختلف المنطق التي تعتمد عليه هذه الأحزاب بالرغم من اختلاف مركباتها وهيئاتها- فهي جميعا متفقة على أن النضال البرلماني والحقوقي لا يمكن أن يؤثر إلا إذا كان عبر القنوات الرسمية وعبر مؤسسة الكنيست، وتعتقد هذه الأحزاب بأن بإمكانها ومن خلال المؤسسات والقنوات الرسمية تغيير المكانة القانونية وتفعيل المواطنة للفلسطينيين في الداخل لتحقيق قدر أكبر من المساواة والاندماج "الايجابي" في المجتمع الإسرائيلي وفي المؤسسات الحكومية والرسمية وغيرها من الأطر غير الرسمية وغير الحكومية وفي مقارنة مع الهيئات والأحزاب التي لا تخوض الانتخابات البرلمانية أن بسبب رؤيتها الأيديولوجية أو بسبب اعتباراتها المختلفة فإن البون شاسع بين طروحات التيارات المختلفة لواقع ومستقبل الفلسطينيين في الداخل. تأتي هذه الانتخابات في ظل تخوفات من سيرورة الانتخابات وحجم المقاطعة المتوقعة لهذه الأحزاب بعد أن كشفت استطلاعات الرأي العام عن حجم أزمة الثقة مع الحزب السياسي في البلاد سواء كان ذلك في المجتمع العربي أو الشارع الإسرائيلي .. ومن جهة ثانية تأتي هذه الانتخابات في ظل حالة من الضعف الواضح للشارع العربي وأزمة اللامبالاة التي يعيشها وتتجلى في واقعه المعاش والمخصوص، وقد داهمت الانتخابات الأحزاب العربية وهي ما زالت تعاني من أزمات داخلية وخارجية على حد سواء إلى جانب حالة التحالفات الحزبية والحراك الحزبي في الشارع الإسرائيلي.