قال النائب العربي في الكنسيت الإسرائيلي الدكتور أحمد الطيبي أن الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المقبلة ستفرز شخصيات وقيادات إسرائيلية أكثر تطرفاً على المستوى الداخلي والخارجي في إسرائيل. وعن سبب صعود التيارات والأحزاب اليمينية المتطرفة أوضح النائب الطيبي ل”الشرق” أن ذلك لم يأت من محض الصدفة بل لأن المجتمع الإسرائيلي بات يميل بشكل أكبر إلى التطرف والعنصرية فأصبحت هذه الأحزاب تياراً مركزياً داخل الشارع الإسرائيلي. وتوقع النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أن تستمر الهيمنة للأحزاب المتطرفة في الانتخابات القادمة، مرجعاً ذلك إلى حالة الانقسام التي تعيشها الأحزاب الوسطية وتحطم المعسكر اليساري في إسرائيل. وأشار إلى وجود حالة من التنافس تعيشها إسرائيل بين قادة الأحزاب ونواب الكنيست والشارع حول من هو الطرف الأكثر تطرفاً ضد العرب. وكشف الطيبي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو قرر إجراء انتخابات حزب الليكود مبكراً لرغبته في قطع الطريق على منافسه داخل الحزب سلفان شالوم ولأجندة خاصة به. وتابع النائب العربي في الكنيست قائلاً: “نتيناهو أراد أن يكون حزبه وهو في ذات الوقت جاهزين لإجراء الانتخابات التشريعية في أية لحظة، وهو من خلال تلك الخطوة زاد الضغط على منافسته من حزب كاديما تسبي لفني وفرض عليها إجراء انتخابات زعامة الحزب مطلع الشهر المقبل”. ونوه النائب العربي إلى أن انتخابات الكنيست الإسرائيلي لن تجرى في موعدها مطلع أكتوبر من العام 2013، بل ستجرى خلال عام من الآن وسيتم تبكيرها رغبة من نتيناهو في خدمة مصالحه الشخصية وتفادياً لأي عقبات تؤثر على إمكانية فوزه. وأشار إلى عدم وجود أي منافس حقيقي لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتيناهو باستثناء وزير الخارجية وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور لبيرمان، مؤكداً أن المنافسة بدأت بين كلا الطرفين من خلال الاستمرار في إسالة الدم الفلسطيني والتنافس على المواقف العنصرية. وحول أسباب تصاعد الهجمات من قبل النواب المتطرفين ضد النواب العرب علق بقوله: “هم يعتقدون أن تصاعد الاعتداءات على النواب العرب في الكنيست يكسبهم مزيداً من النقاط لدى الشارع الإسرائيلي، وبالتالي صعدوا من هجمتهم ضدنا بشكل غير مسبوق”. وتابع ” تمت معاقبتي وطردي خلال الشهر الحالي مرتين وهذا لم يحدث من قبل، أن يطرد نائب بسبب إلقائه خطابا في تاريخ الكنيست، ونحن أمام موجة من العداء لكل ما هو عربي وتحديداً للنواب العرب”. وكشف الطيبي عن وجود مخطط من قبل الأحزاب اليمينية سيقدم مطلع الانتخابات المقبلة ضد القائمة العربية الموحدة والتجمع لمنع ترشحنا في الانتخابات المقبلة، كما فعل عدد من النواب المتطرفين في الماضي وجرى حرمان الأقلية العربية من التمثيل داخل الكنيست. وعن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يطمح إلى تحسين أوضاع المواطنين العرب داخل إسرائيل قال الطيبي :” كل رئيس وزراء جديد يطرح وعوداً بأنه يطمح بتحسين أوضاع المواطنين العرب داخل الخط الأخضر، لكن في النهاية الفجوة عميقة وواسعة بين الغالبية اليهودية والأقلية العربية وبين البلدات العربية واليهودية”.