في الماضي عندما تتوافق الآراء بين اثنين يقول الواحد للآخر «ولد بطني يعرف رطني» كما أنه مثل من أمثال التأكيد على الحدث والتوافق بين الناس، وولد بطني تعني أنك جزء مني أي يعرف كلامي وإحساسي ومتى عرف كلامي وإحساسي أصبح الاحترام متبادلاً بين الجميع، ومتى ما ظهر الاحترام وأصبح سمة بين الناس كان هناك تفاهم وتسامح وتقدير يجعل الحياة تسير دون مشاكل أو معوقات، ومما دعاني إلى ذكر هذا المثل، «ولد بطني يعرف رطني» هو ما يحصل عندنا من عدم تفاهم بين السائقين التي اختلفت رطناتهم ولهجاتهم ودياناتهم وجنسياتهم وأصبحوا مع هذا الخليط الغريب غير متجانسين ومتفاهمين وقد دخلت إلى قلوبهم الأنانية وعدم الاحترام والتقدير فأخذوا يتسابقون ضد بعضهم البعض دون تفاهم أو تسامح أو احترام للقواعد التي من المفروض أن يلتزم السائق بها تجاه أخيه السائق الآخر لأن السواقة أخلاق والمرور علامات وإشارات وخطوط، كذلك السيارة تكاد تعرف نفسها عن وجهتها من خلال ما وفره الصانع فيها، مثل المرايا الداخلية والخارجية والإشارات الجانبية والإضاءة الأمامية والخلفية والمنبه «الهرن» فمن خلال هذه الأشياء يتعامل السائق مع الطريق ومع السيارة ومع من مثله ممن يقود السيارة، فتجد السائقين في بعض الدول الآسيوية والعربية لا يلتزمون بقوانين المرور في بلدهم ولا بالسلامة المرورية لسياراتهم ويدخلون على بعضهم البعض ولكن دون حوادث أو مشاكل لأنهم يحترمون بعضهم البعض ويقدّرون بعضهم البعض فيكفي من السائق أن يرى أقل إشارة من زميله السائق الآخر سواء بيده أو عن طريق الإشارات الضوئية مثل الانحناء أو الوقوف أو المشي حتى يبادر هو باتخاذ الحيطة والحذر والسماح له بالمرور وبإعطائه الأولوية، وهكذا ترى زحمة السيارات ولكنك لا ترى الحوادث لأنهم من بلد واحد وعلى لغة واحدة وقلب واحد فلا تجد فيهم المتنرفز او المتضايق أو الأناني أو المستهتر فبرغم كثرة السيارات إلا أنه يتخيل إليك أن هذه السيارات يسوقها شخص واحد، أما عندنا فحدّث ولا حرج الكل في رأس الثاني وكأن بينهم ثأر أو سباق إلى شيء ما، فتجد الهندي يعاند الباكستاني والسوداني يعاند المصري والشامي يعاند اللبناني والشرقي يعاند الغربي والغربي يعاند الشرقي وهكذا، شوارع واسعة وسائقون غير متفاهمين والله يعين رجال المرور وأرجع وأقول «ولد بطني يعرف رطني». .كاتب قطري