كانت فرحةُ المواطنين به كبيرةً وهم بعدُ لم يلمسوا نتيجته. إنه قرار وزير التجارة إلزامَ كبرى شركات الألبان بإعادة الأسعار السائدةِ قبل رفعِها إجحافاً و هي تحقق أعلى معدلِ ربحيةٍ في العالم (يفوق 29% مقارنةً بالمعدل العالمي 8%). لا يهمنا جشعها، بل يعنينا قرار وزارةٍ طغى عليها اسم وزارة (التُجار) لا (التجارة). أَوَّلَ بعضُهم أن الشركةَ وراءه بعد قسوةِ مقاطعةِ المستهلكين منتجاتها إلى منافسيها فرغبتْ إعادةَ الأسعار بقرارٍ وزاريٍ لِئلّا يُحسبَ إذعاناً للمستهلك. ويبقى القرار (سابقةً وزاريةً) تَفاعلَ المواطنون معها بالعرفان. حقاً ما أنبلَ السعوديين. تُفرحهُم أبسطُ قرارات. لأنهم مع قادتهم طيّبون صادقون مخلصون. لذا نقول لوزرائنا : بمثلِ هذا القرار المُبهِجِ فلْيعملْ كلُ الوزراء و الوكلاء و مديري القطاعات. تَروْنَه بسيطاً و هو عند المواطنين كبير. وَجاهتُكُم الحقيقية ليست في الديوان أو خلف الميكرفونات. بل في صوْنِ أَقواتِ الناس من البغي، وحفظِ أمانةِ الوطن من التضييع، و إنفاذِ ما علَّقَه بِذِمَمِكُم رئيسكُم راعي الرعية. في معركة مقاطعة الألبان (كسبتْ الحكومةُ) و(خسرتْ الشركةُ) و(وعى المواطنُ) أن بيده الانتقالَ من باغٍ إلى منافس. Twitter@mmshibani