لا أصدقَ وصفاً لحديث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليهود إسرائيل، بأنْ ليس له حق عودةٍ وسيمنع أي انتفاضة طالما هو في كرسيه، من وعدِ بلفور الذي أهداهم فلسطين. كلاهما أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق. لكن الوزير البريطاني خَدمَ شعبَه وقَوّضَ أعداءه. بينما الرئيس الفلسطيني خَدمَ أعداءه ونَكبَ شعبَه. وعدان متشابهان، بنوايا متعاكسة. بريطانيٌ أدى أمانةَ وطنه حتى بظلم آخرين. وفلسطينيٌ نَكَثَ أمانةَ شعبه بلا إذنٍ ولا مقابل. لم يعد يبتغي الفلسطينيون والعرب من قادتهم إعادةَ أرضٍ أوحقوق. بل الصمتَ فقط والحفاظَ على عُشرِ ورقةِ توتٍ مزّقها الجميع العقود الماضية شرَّ تمزيق. الصمت حتى يأذن الله بفجرٍ جديد. وهو فجر آتٍ لا محالةَ. فكما أنه ليس بعد التمام إلا النقصان، فإنه ليس بعد الحضيض إلا القيام. ولن تكون سلطةُ الباطشين أعتى من سلطات مبارك والقذافي والأسد. فسيتلوهم كل الظالمين. وعلى رأسهم الطغيانُ الصهيوني..وإن غداً لناظره قريب. Twitter:@mmshibani