ظلَّ أهلُ (غزة) بيتَ الظلم و الضيم. ليس من العدو فقط، بل من الأشقاء الأدعياء. تناسوهم مع أن مآلَ قادةِ و سياسيِّي دولِ الثورات ربما كان انتقاماً لدعواتهم على محاصريهم. و بعدم التقليل من (النخوةِ) العربية المتوثِّبةِ نُصرةً لدماء السوريين، يا ليت (شعبَ غزة) حظِيَ بربعِ تلك المواقف الفيّاضة. نقول الشعبَ الغزاوي و ليس بالضرورةِ (حماس) طالما لم يأتِ بعد الضوءُ الأخضر لاحتوائها. (شعبُ غزة) يستجدي مصر بِضْعَ (ميغاوات) كهرباءً و غازاً، تشغيلاً للطوارئ و تدفئةً للبيوت. نسيَ وعوداً بمليارات لإعادة بناء ما دمره العدو في حربٍ ظالمة بكل المعايير الإنسانية لا الدينية فحسب. ليست أمنياتُه نقد المليارات، بل مقاولي المتبرعين دولاً و هيئاتٍ ليبنوا مباشرةً مستشفياتٍ و مدارس و مساكنَ و مزارع..إلخ. و كلها ليست وسيلةً لإطلاق صاروخ على (عدوٍ) مُصان، و لا فَخّاً لاستدراج أسراه. الإحجامُ عنها، هو الحصار بعينه. فَلِلْعدو أن يحاصر عدوه بكل الطرق طالما بينهما حرب. أما حصار الأشقاء فخنجر مسمومٌ في الظهر، يدفع ثمنَه الضعافُ و النساء و الأطفال. فيرفعون ابتهالَهُم إلى (المُغيثِ الحق) أن يكون (لهم) و(على) مُحاصريهم..و لا حول و لا قوة إلا بالله. Twitter:@mmshibani