أدرك كوفي عنان منذ البداية أن قبوله مهمة الوسيط الدولي للثورة السورية دخولٌ بدوامة معقدة، سورياً و إقليمياً و دولياً. ربما حفزته ضغوط الكبار فظنّ أنْ سيكونوا عوناً حقيقياً. و ما ان أكمل ستة شهور حتى تأكد أنها مهمة مستحيلة، لا تتطلب (وسيطاً) بل (مهرجاً) دولياً بلا وجه و لا ذمة. فأبى ختمَ حياته السياسية بفشل ذريع مؤكد. و استقال. بحثت الدول الكبرى عن بديل بين دبلوماسيي الأممالمتحدة المتمرسين، سابقاً و حالياً، فما وجدت قابلاً بالفخِّ. حتى تذكّرت أن أبرع من يغسل وجهه (بِمَرقٍ)، كما يقول المثل الشعبي، هم سياسيو العرب. فوقَعتْ على الاخضر الابراهيمي. حساباته الشخصية فوق حسابات القضية. فلعله قَبِلَ الدور تزلّفاً للكبار أو طمعاً بمنصب دولي طالما سينفذ ما أناطوه به من توجهات. باع على العرب لشهرين هُلامِيةَ (هدنة عيد الاضحى).! و كأنها حل للقضية. و يخطب في موسكو و بكين بغير لهجته في غيرهما. و لا يفوته، و الدم ينزف، أن يجتر أفكار قوات سلام أو مراقبين فرُّوا قبل أن يحمى الوطيس. الإبراهيمي مضيعةٌ للوقت و فخٌّ من أفخاخ العرب لبني العرب. Twitter:@mmshibani