الوسيط الدولي العربي في القضية السورية الأخضر الإبراهيمي دبلوماسي مخضرم عايش الصدامات والحروب الإقليمية المعقدة المتصلة بالصراعات الدولية، وهو ذو نفس طويل، متمرس في «تمرير» المشاريع والأفكار إلى المختلفين بأكثر من صيغة ومن خلال الطرق المتعددة، ودعوته إلى إيقاف إطلاق النار خلال أيام عيد الأضحى يمكن فهمها على أساس أنها وقفة لالتقاط الأنفاس تمهيدا لطرح خطته التي تسرب منها: الدعوة إلى وقف إطلاق النار والاتفاق على مرحلة انتقالية توفر مناخا للحوار الوطني بهدف الوصول إلى نظام يرضى عنه الجميع. ورغم تأكيد الإبراهيمي أنه لم يقدم خطته بعد وأنه في مرحلة استكشاف النوايا والتعرف على المواقف الثابتة للأطراف كلها إلا أن المتداول من المعلومات يشير إلى عدم حماس الدول المؤيدة لحقوق الشعب السوري في تمكينه من اختيار نظامه ومن يحكمه لما طرحه الوسيط الأممي. ويذهب البعض إلى أكثر من عدم الحماس حين يرى أن أفكار الإبراهيمي للحل لا تختلف كثيرا عن الخطة الإيرانية الداعية إلى مرحلة انتقالية بإشراف بشار ثم إيقاف إطلاق النار وإيقاف دعم المعارضة ثم الدخول في حوار وطني يمهد لانتقال السلطة. وإذا صح ما تسربه بعض المصادر الدبلوماسية والإعلامية عن خطة الإبراهيمي ومقارنتها بالتصور الإيراني المعلن يتضح تقارب «المشروعين» إلى الدرجة التي يظن معها أن الإبراهيمي «مهدد» بالوقوع في فخ إيران وتمرير تصورها للحل، وهو تصور لا يخفي انحيازه لنظام بشار بل يرى أن المعركة معركتهم جميعا. فهل يدرك الإبراهيمي خطورة هذا التشابه؟ وكيف يكون وسيطا مقنعا للجميع؟. القضية معقدة فهل ينجح هذا المخضرم في فك خيوطها والوصول بها إلى بر الأمان؟.