منذ اعتلائه عرشَ أسلافه لم يغادر ملك المغرب أرضه إلا نادراً. أكثر من عشر سنوات لم تتجاوز سفراته، لضرورات قصوى، أصابع اليد الواحدة. و لم يحضر قمم العرب أو غيرها. و المؤسف أن حقائق الملك الشاب مجهولةٌ للمشارقة. لقد أدرك ثقلَ المسؤولية في يوم مُلكِه الأول. فأَوْقَفَ نفسه وقتاً وجهداً وفكراً على البناء الداخلي. يواصل 12 ساعة عملٍ يومي في جولات بين المدن والأرياف. شُغلُه الشاغلُ قوتُ شعبه وتحسينُ معيشته واستصلاح أراضيه. تركَ الملفات الخارجيةَ السقيمةَ لحكوماته المتعاقبة، باستثناء ملفاته الوطنية القومية. أدرك أن الحقبةَ حقبةُ بناءٍ لا شعاراتٍ. فنَذَر ذاته للأولى. وتركَ الثانيةَ لسياسيّيه. و عندما قرر زيارةَ العرب لأول مرة جعل السعودية أولَ مزار، رغم أن قادتَها، ملكاً ووليَ عهدٍ و مسؤولين، زاروه قريباً و كثيراً، و بالتأكيد تباحث معهم في كل شأن. لكن تربيةَ الملوك جعلتْه لا يقدم غيرها على زيارتها كعبةً و مَثوى نبيٍ و بلداً. (محمد السادس) يفتتح الآن حقبةً مغربيةً جديدةً لتاريخه و بلاده..تَرقّبوها فستَتَكشّفُ ملامحها رويداً رويداً. Twitter:@ mmshibani