لم اندهش حين شاهدت رئيس بلدية لوس أنجلس الأمريكية انطونيو فيلاريغوسا وهو يقوم بتصويت في مؤتمر الديموقراطيين حول إدراج وتعديل في جدول المؤتمر والذي يتضمن التأكيد على أن القدس عاصمة لإسرائيل، فقام رئيس البلدية بإجراء التصويت معتمداً على الصوت، وعلى ما يبدو أنه لم يسمع الموافقين على إدراج أن القدس عاصمة لإسرائيل ولم يحصل على الثلثين المطلوبين للموافقة على إدراج اللغة، فقام بإعادة التصويت للمرة الثانية وتبعها بتصويت أخير والذي حسم فيه الأمر وتم إدخال جملة إسرائيل عاصمتها القدس، بالرغم من أن تقريراً أشير فيه إلى أن مراسل رويترز سمع المعارضين لهذه الجملة أكثر من المؤيديين، هذا ناهيك عن أصوات الممتعضين ونداءات الاستهجان من الحضور، كل هذا لم يسمعه رئيس بلدية لوس أنجلس، أو لربما سمعه لكن غض الطرف عنه. لا أعلم حقيقة كيف أسمي ما حصل من اوباما وفي المؤتمر الديموقراطي، هل هي مزحة ودعابة أو مجرد تضييع للوقت في أمر محسوم وفي حقيقة زيفها الكثير من السياسيين، وهي أن إسرائيل عاصمتها القدس، بالرغم من أن أمريكا لا توجد لها سفارة في القدس بل في تل أبيب، فكل ما جرى ليس بمستغرب فالولايات المتحدة بمن فيها الممثلون عن الحزب الجمهوري أو الديموقراطي، موقفهم واضح جداً حتى لو عارض بعض هؤلاء الممثلين السياسة الأمريكية إلا أنهم لن يحركوا ساكناً لأنهم ببساطة ليسوا الأغلبية، فإدخال لغة القدس عاصمة لإسرائيل أو شطبها من البرنامج الانتخابي سيان، فهي مجرد كلمات والأفعال واضحة وكلنا نعلمها. شاهدت أحد التقارير الإخبارية حول هذا الموضوع والذي ضخم الأمر كثيراً وأعطاه أكثر من حجمه، فالشعب الأمريكي الآن لا تهمه القدس ولا إسرائيل ولا تهمه موقع سفارة دولتهم، في هذا الوقت بالذات، الأمريكيون مهتمون بالاقتصاد الأمريكي المترنح وسوق الوظائف السيء الذي يتعافى ببطء فكون أن القدس أدرجت على جدول أعمال المؤتمر لن يقدم أو يؤخر للفرد الأمريكي العادي، ما يهمهم الآن هو إغلاق المصانع التي تصنع المنتجات الأمريكية وافتتاحها في أمريكا عوضاً، بالإضافة الى النقاش والجدل اليومي حول الضرائب وحول النظام الصحي بالإضافة الى التعليم، هذا ما يهمهم الآن. إذن لم هذه الضجة المثارة حيال المؤتمر؟ الأمر برمته لا يعد سوى كونه تحدياً بين حزبين يسعيان للفوز في الرئاسة، ناهيك على أن ميت رومني انتقد أوباما والحزب الديموقراطي لإغفال أوباما للقدس عاصمة لإسرائيل وهنا استغلت الفرصة، خصوصاً أن رومني متعصب جداً لإسرائيل فناهيك عن زيارته لإسرائيل وتصريحاته عن الفلسطينيين بأنهم "شعب مُختلق" . لكن ينبغي القول أيضاً أن المؤتمر الديموقراطي أهان العرب - الأمريكيين ، وهذا كله لايهم بالنسبة للديموقراطيين حيث إن عددهم في ولاية نورث كارولينا لا يفوق اليهود الأمريكيين، ولا حتى تبرعاتهم المالية للحملات الانتخابية والسياسيين تضاهي تلك الأموال الطائلة التي يتبرع بها اليهود الأمريكيون للحزبين على السواء.