خضع الحزب الديموقراطي الأميركي إلى ضغوط اليمين واللوبي المؤيد لإسرائيل، وأعاد صوغ بيانه الحزبي بتضمين عبارة «القدس عاصمة لإسرائيل» وإدخال فقرة عن «الله» وأهمية الاعتقاد. وفيما جاءت التعديلات بطلب مباشر من الرئيس باراك أوباما ولأسباب انتخابية، أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن مصير القدس مرهون بمفاوضات الحل النهائي بين الطرفين. ووضع الحزب على رأس جدول أعماله إعادة عرض البيان على التصويت بعد إضافة عبارة «القدس هي وستبقى عاصمة لإسرائيل، الأطراف اتفقت أن القدس هي من قضايا الحل النهائي ويجب أن تبقى مدينة غير مقسمة مفتوحة للشعوب من المعتقدات المختلفة». ونقلت شبكة «سي إن إن» أن التعديل جاء بناء على طلب مباشر من أوباما، إلى جانب زيادة فقرة عن أهمية الإيمان والمعتقد في الحزب. وعكست أصوات المندوبين في القاعة رفض الكثيرين لهذه الخطوة. وفيما أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن لا شيء يتغير في سياسة الإدارة الرسمية التي تعتبر أن مصير القدس «يخضع إلى مفاوضات الحل النهائي»، قال مدير المعهد العربي - الأميركي جيمس زغبي ل «الحياة» إن تراجع الديموقراطيين عن شطب عبارة «عاصمة لإسرائيل» هو «أمر مشين» و«سيؤذي موقع الحزب في الداخل وسمعة الولاياتالمتحدة في الخارج». وكان اليمين الأميركي أثار ضجة إعلامية كبيرة بعد شطب العبارة التي تضمنتها بيانات الحزب أعوام 1996 و2000 و2004 و2008. غير أن دوافع الحزب الديموقراطي تبدو أكثر انتخابية ومنحصرة بتفادي إغضاب الناخب اليهودي، وعدم إعطاء مرشح الرئاسة الجمهوري ميت رومني مزيداً من الذخيرة لمهاجمة أوباما. ويرى مراقبون أن الصوت اليهودي - الأميركي في فلوريدا هو أساسي للحملتين، وإن كان يميل اليوم إلى الديموقراطيين. كما تحمل قضية القدس أهمية لدى الناخبين الإنجيليين الذين لديهم حتى اليوم تحفظات على رومني ويؤيدونه بنسبة 54 في المئة فقط في مقابل 76 في المئة لجون ماكين عام 2008. ويعزو المستطلعون هذه النسبة إلى انتماء رومني إلى طائفة المورمون. ومن هنا، وبتعديل البيان، يسترضي الديموقراطيون اليهود الأميركيين والإنجيليين، فيما توقع زغبي أن تؤذي الخطوة الحزب في أوساط العرب الأميركيين والمسلمين.