محزنٌ أن يرفع متظاهرون ضد الفيلم المسيئ لسيد الخلق أعلامَ (القاعدة) بالكويت واليمن والسودان ومصر وغيرها. وكأنّ هذا هو الرد أو منهج الإسلام. كم من الدعاية كسبها تنظيمها بالتصرفِ الأحمق. وكم خسرتْ دولُنا من رصيد محاربتها فكرياً على مدى عشر سنوات. كأنما شُطِبَ ذلك بلحظة غضب. فكيف تسرب الخللُ للمتظاهرين بدلَ رفعِ أعلامِ دولِهم أو صورِ قادتِهم أو غيرِها.؟. لا شك أنه تعبير عن امتعاض الشارع من ضعفِ وهوان ردةِ فعلِ القادةِ والعلماء والنُخبِ على جريمة الفلم. كان بمقدور الأنظمة امتصاص ردودِ الفعل الجائرةِ في ليبيا ومصر واليمن والسودان. كان بإمكانها تَقَمُّص دورٍ بطولي جديد، يقربها للشارع، ويحمي (الآخر) من ظلم الهائجين، لو تكلمتْ بوضوح لا لُبس فيه وتصرفتْ بإباءٍ لا مُداهنةَ فيه وتقدمتْ بعزةٍ لا هوان معها. بدفاعِها عن نبيِّها ودينِها يسجلُها التاريخ، وتَلتفُّ حولها الشعوب، وتَغضُّ النظر عن كثير من خطاياها، لنُصرتها سيد الخلق. واجباتٌ كثيرةٌ أضاعتها الأنظمةُ العربية. لكن هذا قد يكون قاصمَها وماحقَها..والله المستعان. Twitter:@mmshibani