لماذا حينما يرد ذكرك الى مسامعنا ترتعد فرائصنا ويشرع الاستغفار لقضية كنت طرفاً بها وتقفل السيرة بخاتمة مزعجة عنك, وتلقى المحاذير علينا بأنك رجس من عمل الشيطان وأنك الحية الرقطاء التي تتلون بألف لون ولون, ألم تعتريك الغربة يوماً سيدي هنا كونك تنادي بصوت ملائكي فيما يصفك من حولك بأنك الشيطان؟ , ألم تشعر بالضعف والوهن وقلة ذات اليد وسط مجتمع يبخس حقوقك ويصنفك تصانيف مزعجة ويمنحك اوصافاً لو أطلعت عليها لوليت منها هارباً؟. أيها الحب ألم يرد الى مسامعك أن البعض قال إنك خائن وإنك مجرم تستحق العقاب ولا تستحق العيش؟, ألم تسمع بنبأ الحروب الشعواء والأساطيل التي نصبت لقتلك وإنهائك وتعذيب كل من تسول له نفسه تعاطيك او اعتناقك؟.وهناك رأيت مقصلة يعتليها اشخاص كتبوا على انفسهم الدفاع عنك وعن حرياتك وتولوا تجميلك وتلميع صورك لإكسابك منظراً مشرقاً جميلاً بعد ان عبثت أيادي البعض بصورك؟.وألقيت صورك في شارع يرتاده العابثون فهذا صورك زيبرا وحشية وآخر رسمك خنزيراً برياً وذاك برع بريشة حولتك من ملاك جميل الى تنيناً ينفث النيران من فمه,ورأيت سيدتان تتهامسان عن علاقة جميلة بين شاب وفتاة انتهت الى مقصلة بعد ان قتلت وصلبت ومثل بأجزائها بعد ان تم تفريق ونفي العاشقين, وكم كنت حليماً على من تمادوا في مغنطتك وإجادة العبث بمفاهيمك فتارة يطلب منك أن تكون حراماً وتارة يطلب منك ان تكون حلالاً!!! كالدمى انت سيدي في مسرح العرائس...ألم تقل بملأ صوتك ان القلب وطنك والشرايين والأوردة سكناك التي يزداد نبضها عند حلول اسمك او تمر ذكراك في قوارعها,فأين انت من كل هذه المحاكمات والحروب الشعواء وكل من تحدثوا باسمك ونالوا منك؟. لِمَ كل هذا العداء يا مشروعاً حكم عليه بالفشل الذريع لأن صانعيك فشلوا في ارساء قواعدك ولم يملكوا القدرة الجبارة لمنحك القوة والصمود في وجه رياح أعدائك العاتية الذين تفننوا في نقل سيء الاخبار عنك بينما انت تقبع في دواخلهم كشرنقة تناضل من أجل البقاء لتخرج حية الى دنيا تخنق الضعفاء....وقد تسكن جراحك أجساد البعض وتنادي عليك بأنين يؤرق مضاجعهم ويفترس راحتهم... وقد يطوي البعض صفحاتٍ كنت سيدها وعامودها مؤثرين عدم الاقتراب منك او العودة الى طريقك ثانية, بعد ان تم دهسك والقذف بك على قارعة الطريق. e.mail: [email protected]