رحل عن دنيانا قبل أقل من اسبوع عمي الإعلامي خالد زارع والذي أشعر بأنني أصبحت يتيماً إعلامياً فهو من له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تواصلي مع المجتمع الإعلامي فقد ورثت هذا الحب والوفاء للإعلام منه كيف لا وقد كنت أرى في صمته معنى احترام المهنة وكنت أشعر بإحساسه أثناء أدائه لعمله بأهمية إتقان العمل. لقد رأيت في عمي أبوته للمايكرفون فكيف كان عشقه وولهه وهو يحتضنه كأحد أبنائه ، ورأيت وطنيته وهو يلقى القصائد الوطنية ، ورأيت الإتقان والالتزام في قرأته لنشرات الأخبار ... مشاهده التمثلية الإذاعية كنت في استماعي لها أشعر بأنني أشاهدها فهو كان ينقل للمستمع الصورة بإحساس مرئي . عمي ... رحلت وتركت فراغاً في نفسي فقد كنت أستأنس كثيراً برأيه الإعلامي ..وإذا كنت مولعا بأعماله التي فتحت عيناي عليها مثل ربوع بلادي هذا البرنامج الوطني فقد كنت إقرأ فيه الدعوة إلى السياحة الوطنية فقد كان لديه بعد للنظر في وقت كان من الصعب جداً الخوض في مثل هذه المواضيع علماً بأن من ضمن كلمات الأغنية (بلادي بتنادي) فقد كان ينادي بالاهتمام غير المباشر ببعض المناطق والقرى والهجر في رسالة لم يفهمها من أوقف البرنامج ولا ألومه ربما لأنه لا يعرف ما معنى عشق العمل الإعلامي فقد كان يحرص على إبراز تلك المناطق حتى تحصل على فرصتها في التعريف بنفسها وتحقيق احتياجاتها ومتطلباتها .وقد كان يسعى وفي تلك الحقبة الزمنية إلى تعديل الكثير من السلوكيات العامة للإنسان فهو في برنامجه الشهير التوعوي (كلمة عتاب) لم يفرق بين مواطن ومقيم فكان همه مناشدة الانسان هذا الجسد المتحرك الذي يعبث بتصرفاته الخاطئة دون علم ودون إدراك لخطورة تصرفه وهو ما نعانيه اليوم نتيجة لفقدان هذه النوعية من البرامج التي كانت ترصد السلوكيات الخاطئة والتي عجزت عنها المدارس وعجزت عنها النظريات وعجز عن تصحيحها السادة النظريون فهو كان يتحدث بنبض الشارع وبنبض المواطن الصالح وهو ما دعانا أن نفرق بين المواطن الصالح والرجل الصالح فكان عمي خالد بحق مواطنا صالحا يهتم بشؤون وطنه ومحبا ومخلصا لمجتمعه لذلك كان هناك الوفاء ممن حضروا العزاء وقدموا أحر تعازيهم سواء حضورياً أو هاتفياً فهناك من لا يعرفه شخصياً ولكن يعرفه إعلامياً وكان يعتصر ألماً لفراقه وفراق برامجه فكيف لنا ونحن من سعدنا بصحبته وقرابته ومرحه وابتسامته ونقاوة قلبه .... رحمك الله يا عمي خالد هذا ما أستطيع أن أقف عنده .