أذكر مع بداية الشروع في توسعة المسجد النبوي الشريف قبل اكثر من عشرين عاماً ان كتبت موضوعاً اقول فيه اذا كان المخطط للتوسعة هدم كل البيوت واخفاء كل الاحياء بجانب المسجد النبوي الشريف ومن ثم تخطيط المنطقة المركزية تخطيطاً حديثا واقامة العمارات الضخمة لتستوعب «الزوار» الذين سوف تتزايد اعدادهم .. يومها قلت وانا اتحدث من الذاكرة الآن اذا كان ولابد من «الهدميات» يجب ألا تقام مكان ما يهدم أي عمارة داخل الخط الدائري الاول والذي كنا نطلق عليه «الستين» والواقع خلف البقيع من الجهة الشرقية على ألا يكون داخله سوى المسجد النبوي الشريف والبقيع فقط وان تكون المساحات المحيطة بهما تستغل كميادين تشغل بالحدائق والنافورات وتكون العمارات خلف الطريق الدائري وتعمل من اسفله طرقات وممرات للمشاة ويمكن استخدام عربات «الجولف» لنقل الزوار وهكذا لا ان تخنق المنطقة بهذه العمارات الكبيرة الضخمة والتي أتت على حساب حركة الناس حول المسجد النبوي الشريف. لكن هذا ما حدث مع الاسف الشديد الآن التفكير في ازالة اكبر العمارات كما يشاع وهذا يتبعه صرف مبالغ كبيرة بل وخيالية، كم كنا في غنى عن كل هذه الخسائر: لو امعنا النظر جيداً فيما قمنا به ولم يأخذنا الاندفاع الى تنكب الصواب.