تظل توسعة المسجد النبوي الشريف معلماً معمارياً وحضارياً فريداً عبر التاريخ الطويل الذي مرت به عمارات وتوسعات المسجد النبوي الشريف بهذا البهاء وهذا الإتقان في فن العمارة وإيحاءاتها النفسية التي تمازجت مع الشكل المعماري الخارجي المرتبط بالنظر وانعكاس ذلك نفسيّاً. وقد لحق بهذه العمارة الفريدة الكثير من المرافق الخدمية الحديثة والكبيرة مثل مواقف السيارات المتعددة الأدوار وعشرات دورات المياه في تنظيم غاية في الدقة والإتقان. لكن كثيرين من الذين يزورون المدينةالمنورة هذه الايام بدأوا يعربون عن مخاوفهم في قادم الايام من التزاحم الكبير الذي سوف تواجهه هذه المنطقة "المركزية" فشوارعها الحالية بدأت تضيق بحركة الحافلات فيها وخصوصاً في ايام المواسم. ويقولون ان نظرة سريعة على هذه "المنطقة" بعماراتها الكبيرة والضخمة وبهذه الاعداد المتزايدة من الزوار والحجاج تريك كيف الحالة التي هي عليها و"تنبؤك" بالحالة التي هي في قادم الايام خصوصاً اذا ما اكتملت بقية المنشآت المعمارية في المساحات الاخرى ويتساءلون عن الحال التي ستؤول اليها المنطقة بعد عشرة او عشرين عاما القادمة وهو سؤال مشروع. واذكر انني أحد الذين طالبوا منذ زمن طويل وقبل الشروع في بناء هذه العمارات ان يظل المسجد النبوي الشريف والبقيع فقط داخل الخط الدائري الاول وان تترك المساحة الكبيرة للمساحات الخضراء واشغالها بالانارة وبعض "النافورات" وتكون العمارات خلف الخط الدائري وفتح انفاق للمشاه من تحت هذا الخط تتصل بالمسجد. تخيل هذه المساحة الطويلة العريضة خضراء تحيط بالمسجد النبوي الشريف وبالبقيع فلا عمارات ولا فنادق تتصاعد في فضائهما. فتلك المساحات الخضراء كانت سوف تمتص المصلين والزوار الى اكثر من خمسين سنة قادمة. اضافة الى الشكل الجمالي الذي سوف تحققه تلك المساحات الخضراء لو تحققت.