أحياناً نبحث عن إجابة لسؤالٍ معين، فنبحر باحثين عن المعلومة، فنكتسب خبرات ومعارف أخرى لم تكن من الأصل في الحسبان، وقد لا نكون ندركها ونعيها جيداً، فمجرد البحث عن إجابة معينة، نكتسب معلوماتٍ أخرى، قد تتوافق مع الإجابة المطلوبة، وقد لا تتوافق مع ما نريده، لكنها تظل معلومات جديدة علينا، إذن هناك طرق وأساليب تعلم جديدة تنمي البحث والتفكير لدى الدارس، فلنبحث لنتعلم. في المناهج وطرق التدريس هناك طريقة تسمى طريقة التعلم بالبحث، وهي أسلوب يبحث فيه المتعلم كثيراً فيكتسب معلومات أخرى جديدة عليه، ومن ثم يجرب استخراج إجابة بطرقٍ أخرى تختلف عن الطريقة التي سلكها، فتظهر له إجابات ومعارف مختلفة، قد تساعده كثيراً في توسع مدارك الباحث، وهذا يساعدنا كثيراً في طريقة التعلم بالبحث، خصوصاً في استعمالنا للكتب والمراجع والإنترنت، ودراستنا هنا هي بحث واستنتاج للمعلومات بنفسها، وفي المقابلات يمكننا معرفة مزيد من المعلومات من خلال إجابات من نسأله، فقد نجد عنده معلومة ضالة علينا، أو خبرة من الخبرات شاردة، فنتعلمها منه، وبالتأكيد، حتى ونحن كمعلمين نساعد الطلاب لأن يتعلموا، ونقودهم إلى المعرفة، ونضيء لهم الطريق لأن يبدعوا في الصف الدراسي الواحد، إلا أننا كمعلمين قد نكتسب معلومة من طالب أثناء عمليتي التعليم والتعلم، فالمعرفة هنا نتحصل عليها من الطالب نفسه نتيجة الأسئلة المطروحة له، وبحثنا معه لمعلومة، معينة، فنجد انتشارا للمعلومات، وعصفاً ذهنياً يثيره معظم المتعلمين إن لم يكن كلهم، فتتلاقح الأفكار، وتتعدد المعارف وتتوسع المدارك. فالتعلم الذاتي يجد نفسه هنا حيث أنه وبنفسه يكتشف الإجابات والمعلومات، واستنتاج المعارف المختلفة بإثارة البحث والتفكير، لذلك نجد أن التعلم بالبحث ينمي كثيراً القدرات والمهارات، والتفاعل الفكري للدارس نفسه. قد يسأل المدرس الطالب داخل حجرة الدراسة، فيبدأ المعلم في استقبال إجابات عديدة، ومختلفة الصياغة، فنجد رد المدرس بقول: أحسنت أيها الطالب، وإجابتك صحيحة، لكنني لا أبحث عن هذه الإجابة، بل أريد إجابة أخرى، ثم تظهر إجابة لطالبٍ آخر مختلفةً عن إجابة الطالب الأول، أيضاً يأتي رد المدرس بأنها ليست الإجابة المقصودة، أريد إجابةً أخرى، فتنتشر دائرة المعلومات في شكل عصف ذهني مثير للمعلومات والمهارات والخبرات، وهنا نتيجة لبحثنا عن حقيقة معينة، تتولد معلومات قد لا نعرفها من الأصل، أو هي معلومات داعمة لبحثنا بشيءٍ مفيد. وجديد علينا، وهناك طريقة أخرى مختلفة تعتبر الخط الموازي لأسلوب التعلم بالبحث، وهو طريقة التعلم بالاكتشاف، حيث أنها تُعد من أروع الطرق التي تساعد الطلبة على اكتشاف الأفكار والحلول بأنفسهم ، وهذا بدوره يولد عندهم شعوراً بالرضا والرغبة في مواصلة العلم والتعلم ويفسح لهم المجال لاكتشاف أفكار جديدة بأنفسهم. إذن هنا المتعلم أو الباحث تزيد فيه روح الدافعية للتعلم، ومعرفة الجديد بطريقته الخاصة، فتساعده هذه الأساليب، على الإبداع والابتكار، وبالاكتشاف شبه الموجه عندما نبحث عن معلومة معينة، فنتعلم كثيراً من خلال البحث عن إجابة أكثر من الإجابة نفسها.