تقول الحكاية: كان ياما كان في سائر العصور والأزمان هناك عطار عنده صبي مخلص أمين صادق يُحب للناس مثلما يُحب لنفسه ومتبع قول رسولنا الكريم عليه صلوات الله وتسليمه "لا يُؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه" في ذات يوم حضر إليه رجل يشكو من وجع في بطنه ويُريد شراء دواء فقال له الصبي: لماذا تشتري دواء؟ روح البيت واشرب ماء مذاب فيه قليل من السكر أو من سكر نبات وسوف تشفى بإذن الله، فشكره الرجل وانصرف. وبعد قليل حضر رجل آخر يشكو من ألم في صدره ويُريد شراء دواء فقال له الصبي: لماذا تشتري دواء؟ اذهب إلى بيتك و"اغلي" قليلا من الزعتر في الماء وإذا برد اشربه لمدة ثلاثة أيام وسوف تشفى بإذن الله، فشكره الرجل وانصرف أيضًا، كل هذا حصل وصاحب الدكان يسمع ويُشاهد، عندها اعتدل صاحب الدكان في جلسته وقال للصبي: لماذا فعلت ما فعلت؟ فقال الصبي متعجّبًا: ماذا فعلت؟ فقال صاحب الدكان: لماذا تصرف الزبائن؟ لماذا لا تبيعهم؟ لماذا تصف لهم العلاج دون أن تبيع لهم العلاج؟ ألم تسمع بالمثل القائل: "كل يدني النار صوب قرصه" فقال الصبي: وأنت ألم تسمع قول رسولنا الكريم عليه صلوات الله عليه وتسليمه: "لا يُؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه" فقال له صاحب الدكان: صدق رسول الله ولكنك بهذه الفعلة فوتَّ عليّ من كان باستطاعته أن يشتري ما وصفته له من عندي، اسمع يا بُني تصرّفك هذا دليل على أنك استوعبت الصنعة وعرفت علاج بعض الأمراض وهذا شيء جميل وطيّب ولكن المفروض منك أن تبيع العلاج ثم تصف لهم طريقة استعماله، نحن هنا في دكان ولدينا بضائع ولا بدّ أن نصرفها قبل أن تدور عليها الأيام وتخرب، وكفى سوالف.