تتقاسم شريحة كبيرة من الناس احتراف النزول إلى الأسواق أو ملاحقة الفضائيات في التفلزيونات خلال أمسيات شهر رمضان المبارك متناسين بأن شهر رمضان هو شهر العبادة والخير والسعي للتقرب إلى الله .. هو شهر الإحسان والقرآن والصدقات.. لا أدري تحديداً لماذا يحترف البعض التجوال في الأسواق وشراء ماهو مطلوب .. وماهو غير مطلوب .. وكأن الشراء ممنوع خلال شهور السنة والتي كان يمكن أن تتيح للجميع الشراء في هدوء .. وراحة .. بعيداً عن الزحام .. وغلاء الأسعار. إن ارتياد الأسواق في أمسيات رمضان أصبح هواية .. وغواية.. وأصبح عادة لافكاك منها عند البعض .. يسرفون . ويصرفون .. ويضيعون الأجر والثواب في شهر فضيل يجب أن نكرس كل الجهد من أجل الفوز برضاء الله عز وجل. ما علاقة أكوام الملابس .. وأدوات المطبخ.. وتجديد أطقم الكنب.. وتكديس الذهب والفضة .. وغير كل هذا بشهر رمضان .. وهل العيد يتطلب كل هذا وبعشرات الآلاف ومئاتها؟! ثم ما علاقة شهر رمضان بأرتال اللحوم .. والحلويات.. التي نأكل القليل منها ويذهب الكثير الباقي سلال النفايات!! أما ما تفعله معظم الفضائيات التلفزيونية في أمسيات رمضان فهو كثير جداً .. وعجيب وغريب جداً .. فلا نجد في معظمها سوى الأغاني والمسلسلات والحكايات التي لا تتفق أبداً مع روحانية الشهر العظيم فتصرف الكثيرين من الناس إلى ارتكاب المعاصي بمشاهدة ما هو خارج عن روحانية .. وعظمة .. هذا الشهر الكريم .. والغريب أنه لا ينتهي رمضان إلا وتعمل تلك الفضائيات على الاعداد لشهر رمضان للسنة القادمة لتنطلق معظم تلك القنوات ببرامج الفن وأهله .. وأتذكر أنني كتبت قبل أكثر من عامين أو ثلاثة متسائلاً لماذا لا تصوم القنوات الفضائية التلفزيونية هي الأخرى فتقدم لنا ما يتوافق مع الشهر الكريم . وأنا هنا أكرر تساؤلي : نعم لماذا لاتصوم القنوات فتريح نفسها وتريح المشاهدين الذين قد ينزلقون في غفلة بمتابعتها والإنصات لهرائها !! هذا شهر رمضان اصبح على بعد خطوات قليلة منا ونسأل الله أن يبلغنا رمضان كما بلغنا شعبان وأن يلهمنا الصلاح والتقوى وأن يعيننا على صيامه وقيامه ويحمينا من العبث والزلل .. اللهم آمين. آخر المشوار قال الشاعر: تآسّ إذا ما الزرقُ جفّتْ مناهله فقد يعقبُ الحرمان ما أنت آملُه