حاولت جاهدا أن أجد علاقة بين ما تفعله ميريام فارس في فوازيرها من رقص ورقص ثم رقص في رقص وبين شهر رمضان الكريم فلم أجد، ولن أجد!. استعراضات جسدية لا علاقة لها بالفكر ولا بالتفكير، أو بالمسابقات، أو بالتسابق من أول الجري المجاني وحتى ربح الملايين «المتلتلة». العلاقة الوحيدة التي وجدتها هي خدش روحانية الشهر الفضيل وجرح مشاعر الصائمين واستثارة الغرائز ليس إلا!. أنا لست ضد الفن، ولا ضد الفضائيات، ولكن هناك ثوابت يجب أن تحترم، وهناك مشاعر للناس يجب أن تراعى، فلا بأس أن تتسابق الفضائيات العربية على جعل مساء رمضان مختلفا عن بقية شهور السنة من خلال تقديم أعمال درامية هادفة أو برامج مسابقات وترفيه متزن، لكن أن يقدم برنامج فوازير مثل ما تقدمه ميريام فارس بلا جوهر ولا مضمون ولا هدف نبيل بالتأكيد. ولا أدري لماذا سمعة فوازير رمضان على القنوات العربية سيئة دائما، بدءا من فوازير شيريهان مرورا بفوازير نيللي وليس وقوفا عند حليمة بولند وما أثير حولها من جدل خلال العامين الماضيين وصولا إلى ميريام فارس «اللي جابت الطعة بقوة» في فوازيرها الكارثة!. ولا أدري لماذا توقيت برامج الفوازير يأتي متزامنا مع وقت الإفطار دائما، فهذا التوقيت من وجهة نظري، هو وقت «التتليح اللي ما بعده تتليح»، فالجميع إما ينتظر مدفع الإفطار وليس لديه أدنى استعداد للتفكير في حل أي فوازير، وإما منته من تناول إفطاره للتو وليس لديه أي قدرة على التفكير في حل فزورة تافهة، خاصة إذا كانت بتفاهة ما تقدمه ميريام أو قدمته حليمة، وربما الهدف هو تركيز مخططي ومنتجي ومخرجي هذه الفوازير على أعين المشاهدين وغرائزهم وليس على عقولهم!. رمضان شهر فضيل.. وشهر عبادة.. وشهر يشعر فيه الغني بحاجة الفقير.. وليس شهر استنزاف الجيوب من التجار الجشعين، ليس في أسواق المواد الغذائية وحدها، ولكن على القنوات الفضائية من خلا اتصالات المشاهدين على برامج فوازير ومسابقات تافهة لا تحمل مضمونا ولا تحترم فضيلة الشهرالكريم! [email protected]