أين أطفالنا من القراءة وأعينهم معلقة بالتلفاز والحواسيب والأجهزه من آي باد ..وآي فون.. وألعاب الفيديو جيم بمختلف أنواعها ومسمّياتها؟ .بالرغم من أن المكتبات تعجّ بقصص الأطفال لكن ليست مثل التي كانت منتشرة في الماضي، فقد كان العديد من دور النشر يُقدّم روائع من القصص التي تتألّق بالخيال والأسطورة، فكانوا يجدون فيها ما يُناسب خيالهم ويُساير أرواحهم وتطلعاتهم في إطار التعبير الجيّد، والحروف المشكلة، والإخراج الفني المزيّن بالرسوم واللوحات التعبيرية ما يُؤدّي إلى تهذيب نفوس النشء وتوجّههم الوجهة الصحيحة إلى طريق الخير والجمال. قصصنا القديمة ما زالت راسخة في نفوسنا، والكثير تحوّل إلى مسلسلات كرتونية ومسرحيات. من منّا لا يتذكّر ليلى والذئب، عقلة الأصبع، جزيرة الكنز، أليس في بلاد العجائب، بياض الثلج. كانت منازلنا لا تخلو من مكتبة تملؤها القصص والمجلات كمجلة ماجد، باسم، ميكي ماوس، صحيح أن لكل زمن وكل جيل اهتماماته إلا أن هذه القصص والمسلسلات الكرتونية كانت تُساهم في تقوية لغة الطفل منذ الصغر وتُثري خياله وتعبيره. اليوم ماذا يقرأ أبناؤنا، وأي البرامج ومسلسلات الكرتون يُشاهدون؟ عندما أمسك بجهاز الريموت كنترول وأُشاهد ماذا تقدّم قنوات التلفزيون للطفل والمراهق أشعر بالأسف لأن معظم المسلسلات تزرع حب العنف والسلوكيات غير السوية إضافة الى الكلمات السوقية بمختلف اللهجات وأقول بكل حزن أين سندباد ،عدنان ولينا،زينة ونحول، سالي، جزيرة الكنز، كابتن ماجد، النسر الذهبي؟. اليوم نجد الشاشة مليئة بشخصيات كرتونية شبه معتوهة ذات لغة ركيكة وللأسف أبناؤنا اليوم يتحدّثون لغة مهجّنة، وألفاظاً لا تتناسب مع لغتنا وهويتنا وفي المقابل نجد الأمهات يتفاخرن بين بعضهن بعضاً عندما لا يتحدّث أولادهن العربية ويُبرطمون بالكلمات الإنجليزية. اللغة الإنجليزية مهمّة، ولكن هذا لا يعني أن ننسى اللغة الأم فهي جزء من هويّتنا ويجب أن نزرعها في نفوس أبنائنا من الصغر والمسؤولية مشتركة على الجميع الآباء والأمهات والمعلمين كما لوسائل الإعلام دور كبير والمؤسسات ودور النشر لابد أن تتبنى قصصاً تُواكب العصر وتجذب أطفالنا إلى لغة سليمة تخلو من الشوائب والكلمات المهجّنة والمركّبة من العربية والإنجليزية. للأسف اليوم نُشاهد جيلاً من الفتيات والشباب في المدارس والجامعات لا يعترفون باللغة العربية ويخجلون من التلفظ بتحية الإسلام وإن انتقدتهم صرت بالنسبة إليهم إنساناً متخلفاً خارج تطوّرات العصر. همسة : صناعة عقل الطفل بصيرة وبصر.