في كل ركعة يطلب المصلي المسلم أن يهديه الله إلى الصراط المستقيم مابين 17 إلى 50 مرة كمعدل يومي طوال العام، الغالبية لا يعرفون غير الصراط الذي ذكر في يوم القيامة، ولكن الصراط المستقيم الذي تُطلب الهداية اليه في سورة الفاتحة ويوصينا خالقنا سبحانه باتباعه، أجده ما فصله الحكيم العليم سبحانه في الآيات 151 حتى 153 من سورة الأنعام والتي تبدأ بقوله تعالى مخاطباً رسوله الكريم "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ" لأن مخالفة الصراط المستقيم قد تعني للإنسان الضلال وقد تجعله من المغضوب عليهم وهذا ما يستجار منه. كذلك تجد أن ارشادات الصراط المستقيم التي يذكرها القرآن موجودة في الإنجيل والتوراة الصحيحين التي نؤمن بهما وتسمى الوصايا، إتباع وصايا الصراط المستقيم ترتقي بأفعال الإنسان ليصل لدرجة المتقين، ويكرر السميع البصير سبحانه التوصية باتباع الصراط المستقيم ثلاثاً ويختمها بقوله عز وجل " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". لم أذكر الوصايا لضيق المساحة ولكي تتدبروها بأنفسكم. هذه الوصايا بفعلها يتحقق للإنسان رضا الخالق، النفس وحب الخلق، هي تعكس التكريم الذي فضل الله به البشر عن باقي المخلوقات، تحقق الطمأنينة والمتعة في الحياة الدنيا لممارسها وتؤمن حال الآخرة الذي هو نتاج لما كسب الفرد، لكنها بالطبع تطبيقات ليست بالسهلة لغير المؤمن بالله صدقاً وعدلا وليس من يقول أمنا بألسنتهم، لمن يتقي الله سراً وعلانية لأن فيها إمساكاً للهوى في التعامل مع خلق الله بعد توحيده سبحانه، هي معاملات فعلها عبادات تتضح فيها الأصالة الإيمانية والإنسانية، والقرآن الحكيم أغلبه إرشادات تعامل إنساني تبرز السماحة التي لا يفقهها من أجر عقله أو عطله، ولهذا يصف الخالق سبحانه بعض البشر بأضل من الأنعام لأنهم يفعلون فعلها وهم يحملون العقول. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا