أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي وصية الله للأولين والآخرين 0 وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام //إن إتباع وصايا القرآن الكريم والاتعاظ بعظاته والاعتبار بعبره نهج أولي الألباب وطريق أولي النهى وسبيل أولي الإبصار يبتغون به الوسيلة إلى إدراك المنى وبلوغ الآمال في العاجلة والحظوة بالرضوان ونزول أعالي الجنان في الآجلة ولقد جاء في وصايا الله لعباده في كتابه ما تحقق لهم به التقوى وتحسن لهم به العاقبة ويطيب به المال ومن ذلك وصيته سبحانه لعباده بإتباع الصراط المستقيم ونهيه لهم عن إتباع السبل في قوله عز اسمه // وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون //والصراط المستقيم هو سبيل الله ودينه الإسلام والسبيل هي سبل الشيطان كما جاء في الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال// خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما وخط عن يمينه وعن شماله خطوط ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ // وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه //إنه طريق مستقيم لاعوج فيه ولا يظل سالكه ولا يشقى السائر فيه طرفه الأدنى بين يديه وطرفه الأخر في الجنة 0 قال بن مسعود رضي الله عنه لمن سأله عن الصراط المستقيم قال // تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفه في الجنة وعن يمينه جواد أي طرق وعن يساره جواد ثم رجال يدعون من مر بهم فمن اخذ بتلك الجواد انتهت به إلى النار ومن اخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة إما الرجال فهم كما اخبر عنهم وصور واقعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه // هم دعاة على أبواب جنهم من أجابهم إليها قذفوه فيها // وهو تحذير شديد للمؤمنين من الحيدة عن صراط الله المستقيم بإتباع السبل المخالفة له فتميل بهم عن هذا السبيل الواضح المستقيم ويذهب كل فريق في سبيل ظلاله ينتهي به إلى المهلكة إذ ليس بعد الحق إلا الظلال وليس أمام المعرض عن النور إلا التردي للظلمات . // يتبع // 1650 ت م