مسكينة هي مصر فحالها هذه الأيام لا يسر عدواً ولا صديقاً و تعيش لحظات عصيبة تبدو في وسطها عالقة لأن عليها أن تختار ما بين أحمد شفيق ( الفل ) أو محمد مرسي ( الإخونجي ) رئيساً لها ! يا لحسرة أهالي الشهداء الذين دفعوا ثمناً باهظاً بدماء أبنائهم لخلع نظام مبارك في ثورة 25 يناير وهم يرون الآن أن الأمور تسير إلى ما هو أسوأ من أيام مبارك و نظامه , فقبول المصريين بمحمد مرسي يعني أنهم قاموا بعملية انتخاب ديموقراطية عن طريق صناديق الاقتراع من أجل الحصول على ( الديكتاتورية ) وهذا خطأ فادح لن يغفره التاريخ للمصريين فمصر ليست للإخوان فقط وهي التي يعيش على أرضها أكثر من 12 مليون مسيحي بالإضافة للأقليات اليهودية و البهائية التي تمارس شعائرها الدينية هناك منذ آلاف السنين , فتاريخ الإخوان الدموي سيضيق الخناق على رقاب المصريين وهم الذين استنشقوا من بعد رحيل مبارك بعضاً من الحُرية , إن إحتواء مصر على العديد من الأديان و الطوائف يحتم على أبناء مصر أن يختاروا رئيساً حُراً ذا استقلالية حتى تسير مصر بعدالة دون أن يظلم من أبنائها أحد على حساب الآخر , فكما أن صفات العدالة و الاستقلالية لا تحضر في شخص محمد مرسي فهي أيضاً أبعد ما تكون عن أحمد شفيق ! وهو رئيس الوزراء الأخير إبان حكم مبارك و المتهم من قبل المصريين بمئات قضايا الفساد و الرشوة حتى أن بعضهم ذهب بعيداً في إتهامه بتزوير الانتخابات الحالية بالاتفاق مع المجلس العسكري حتى لا تنجح جماعة الإخوان في الحصول على منصب الرئيس , وما بين مرسي و شفيق علقت مصر بأكملها وهي التي لم تحتاج سوى 18 يوماً لتسقط نظاماً حكم لأكثر من ثلاثة عقود . وسواء فاز أحمد شفيق أو محمد مرسي بالرئاسة قبل أن يحدث أمر ما فإن على المصريين أن يعترفوا بأن ثورتهم قد فشلت و أن عليهم إذا ما أرادوا تصحيح مسار حياتهم أن يقوموا بثورة ثانية يخلعون معها كل من طمع في سرقة دماء شهدائهم والاستحواذ على السلطة . لابد أن تعود مصر بسواعد أبنائها حتى ولو احتاجت لثورات جديدة . [email protected] twitter : @saudibreathe