ذكرت صحيفة "أرغومنتي نيديلي" أن حالة العالم المعاصر، تشبه إلى حد كبير، الحالة التي كانت سائدة بداية القرن العشرين. فعلى الرغم من عدم وجود خلافات عقائدية بين اللاعبين الجيوسياسيين الرئيسيين، إلا أن لكل من هؤلاء مصالحه الخاصة، التي تؤدي إلى خلافات مزمنة من الصعب حلها، خاصة وأن تلك الخلافات تراكمت على مدى عشرات السنين. ومما يزيد الأمر تعقيدا، هو أن معظم اللاعبين الكبار في منطقة آسيا والمحيط الهادي يجدون أنفسهم، بشكل أو بآخر، في علاقات غير مستقرة مع جيرانهم في الوقت الحاضر. قد يبدو للوهلة الأولى أن كل شيء على ما يرام. لكن هذا الانطباع لا يعكس الحقيقة. لأن المشاكل تراكمت لفترات طويلة، ولم يتم حلها في الوقت المناسب، ولهذا فإنها من المؤكد سوف تنفجر عاجلاً أو آجلاً. وبحسب رأي العديد من الخبراء والمحللين، فإن لحظة هذا الانفجار قد اقتربت. وأن المواجهة الكبرى قادمة إلى المنطقة لا محالة إذ يستعد المشاركون الكبار في اللعبة العالمية لاستقبال هذه اللحظة كل حسب طريقته. وكل المؤشرات توحي بأن العقد القادم، سيكون عقد صراع على الموارد. ويرى محللون أن منطقة "آسيا - المحيط الهادئ" ستكون ساحة رئيسية لصراعات، تتخذ أشكالا مختلفة، بما في ذلك الشكل المسلح. وهنا يبرز سؤال: ما الذي ستفعله موسكو في ظل هذه الظروف؟ هل ستبقى فوق هذه الصراعات؟ هذا أمر ممكن، ذلك أن روسيا لا تزال تمتلك من القدرات العسكرية، ما يجعلها في مأمن من الطامعين، ويمكنها النأي بنفسها عن المشكلة الآسيوية، مع بعض التخوف من جر البلاد إلى مواجهات من الممكن أن تكون "باردة" أو "حامية". لكن ثمة احتمال كبير في أن روسيا يمكن أن تجد نفسها في النهاية وحيدة ضد تحالف كامل. إذا، فهل من الأفضل لها أن تتبنى الجانب الغربي؟ إن مثل هذه الاستراتيجية مشكوك بنجاحها لأن الاندفاع نحو الولاياتالمتحدة، لن يعود على روسيا بأية منفعة، فواشنطن لا تنظر إلى روسيا إلا كمخزن للخامات. والحال لن يكون أفضل إذا اتجهت روسيا نحو أوروبا، لأن الأوربيين يصرون على إظهار أنفسهم بمظهر "قوات الخير التأديبية". وما ذا بشأن الصين؟ يرى المحللون أنه يتعين على روسيا ألا تنقاد تجاه الصين انقياد الأعمى، خاصة وأن الصينيين أنفسهم لا يتوقعون ذلك من روسيا، لأنهم يدركون تماما أن لدى روسيا مصالحها الخاصة، التي تختلف أحياناً عن مصالح الصين. من هنا فإن موسكو، إذا كان لا بد لها أن تختار في نهاية المطاف، فإن اتحادا متكافئا مع بكين، أفضل لها من الركض وراء سراب الغرب، والدوران الأبدي في حلقة مفرغة مع واشنطن.