في الحقيقة لم أعد أعرف هل نحن شعوبٌ تقدر الحرية؟ هل نحن مستعدون لها أصلا ؟ هل نجيد استخدام أدواتها ؟ هل نستطيع أن نفرق بين الديمقراطية الحقيقية والسبِّ والشتم وهتك الأعراض وانتهاك الخصوصيات والقدح الفاجر في الآخر؟ استخدام التقنية الحديثة في التعبير عن الحاجات، كآلية جديدة من صالح الشعوب فرضت على أرض الواقع سلطة جديدة يخشاها المتمصلحون. لأنها وسيلة حديثة جبارة، أراها قادرة على إيصال أصواتنا لصنّاع القرار، لتعرية هوامير الفساد.. للتثقيف والتوعية، وللتواصل الاجتماعي.. أليس كذلك؟. لقد قامت ثورات الربيع العربي في تونس ومصر مستعينة بالانترنت ومعتمدة على هذه التقنيات الحديثة؛ ففي سوريا -مثلاً- مع كلِّ هذا العزل، مَن الذي كان يستطيع أن يوصل للناس مسك الشهداء ويكشف لنا الجرائم الوحشية البشعة دون استخدام هذه التقنية؟. الحقيقة الثابتة أن هذه التقنية هي التي أقالت المحصّنين من أصحاب المناصب الكبرى، وهي المرآة الكاشفة للحكومة .. وكانت البديلة للمعارك. وهي نفسها اليوم التي تُعتبر رصيفَ الناشطين، ولوائح المطالبات والرصد والتأييد، ومنبر الإصلاح والتغيير، والملاذ الآمن للنشطاء الحقوقيين وللمدافعين عن حقوق الإنسان. إنها كلمات وحملات يمكن توظيفها لأي غرض، نعم لأي غرض.. وساعتها سنختبر مناهجنا وتربيتنا وأخلاقنا ووطنيتنا ومشايخنا ومنابر الجمعة.. إنها المعيار الأحدث والأقرب للحقيقة.. المعيار الدقيق القادر على إثبات مدى قوة وتفوق ونجاح منظومة الأخلاق، والحساب المقوِّم لعدالة الحكومات. وفي بعض الأوطان العربية، التي تتعامل مع العولمة على استحياء.. كان "تويتر" ساحة حقيقية لكشف عقول الناس، لكشف أخلاق بعض المسلمين، ولكشف حقيقة صادمة هي أننا مسلمون بلا إسلام. وعلى الصعيد الشخصي، كناشطة حقوقية ، فقد دفعتُ ضريبة لم يدفعها غيري.. من أجل قضية التغيير والإصلاح، من أجل قيمٍ أناضل من أجلها.. ومنها: العدالة، المساواة، الحرية، الكرامة، المواطنة... الخ. من أجل كلِّ الناس، من أجل مستقبلٍ أبنائي، من أجل وطن نحبه ونريده أن يكون الأفضل، من أجل عالم أجمل .. كان هجوم المتوترين اللاأخلاقي يصيبني بالإحباط، يصدمني ويحاول أن يوقظني من حلم جميل، يحاول أن يشوّه تفاؤلي وجمال الشروق كل يوم..ماذا يحدث؟ ، سأجيبكم في المقالة القادمة. *حقوقية إصلاحية وناشطة سياسية سعودية