أكد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد خلال مشاركته في ملتقى الأمن والرياضة السنوي الذي نظمه الاتحاد الرياضي السعودي لقوى الأمن الداخلي تحت عنوان (العنف والتعصب في الملاعب الرياضية وأثره على الحالة الأمنية.. الواقع والحلول)، أن تطور الرياضة لا يأتي إلا من خلال الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، مشيرا إلى دور الإعلام الرياضي في بث التعصب رغم نجاحه الكبير وتعدد وسائله، الأمر الذي جعل الجميع يحمله المسؤولية الأكبر كونه القادر على نبذ التعصب بالانضباط. وقال الأمير نواف "عندما نشخص واقع العنف في ملاعبنا فإننا نجده لا يثير القلق، فهو لا يزال يتمثل في حالات فردية قد تمتد إلى جماعية نتيجة موقف تسبب فيه حكم بقرار خاطئ أو لاعب ساهم في إلحاق الأذى بزميل أو إداري أثار الجمهور بحركات مشينة أو تصريح مستفز أو حتى مدرب أو رئيس ناد، وبمعنى أدق هي منظومة شاملة قادرة على إذكاء روح التعصب وجوهرها هو الجمهور الرياضي، فقد يردد الجمهور هتافات مسيئة أو يرمي القوارير الفارغة والألعاب النارية الكفيلة بتحويل المدرج إلى ساحة بطش، كما أن للشحن الإعلامي الذي يسبق بعض اللقاءات دورا مؤثرا في إشعال فتيل العنف في المدرجات بسبب الضعف الأمني، ونتيجة عدم توفر الثقافة الرياضية لمن هم على مقدرة في الحد من العنف فيحدث ما لا تحمد عقباه". وأضاف "الكوادر الأمنية في ملاعبنا وصالاتنا دورها تقليدي في حفظ الأمن، وهي تتصرف حسب الظروف الطارئة، والأسباب متنوعة ومن أهمها عدم الانتشار بشكل مناسب في الاستاد الرياضي لمنع حدوث العنف لا مواجهته والتصدي له بطرق تساهم في تعقيد المهمة وحدوث مأساة يذهب ضحيتها أبرياء، وأيضا الدور الأمني خارج الملعب يتمثل في التفتيش الشخصي عن أدوات الشغب وهي تكثر في المدرجات مع الجمهور مما يعني أن التفتيش غير دقيق، كما أن كاميرات المراقبة تكاد تكون معدومة في ملاعبنا رغم دورها في كشف العنف قبل أن يتصاعد، وحتى الاتصال اللاسلكي والربط والتنسيق بين الجهات الأمنية حول الميدان لا يتوفر بشكل يساهم في نجاح خطة الضبط الأمني ويزيد التعاون والعمل بروح الفريق الواحد، مع أنه سبق لكاميرات النقل المباشر أن ساهمت في القبض على بعض الجماهير التي أفلتت من قبضة رجال الأمن ومطاردتهم عند محاولتهم الاختباء في المدرجات، وهذه الحادثة وغيرها تجعلنا نطالب بدورات تأهيلية لرجال الأمن في الملاعب لمواجهة أي طارئ بطرق غير بدائية مع الاستعانة بخبرة من سبقونا في هذا المجال، ومن المهم لمواجهة القصور تكثيف عدد العناصر الأمنية داخل وحول محيط المنافسة". وتابع "العلاقة بين المؤسسات الرياضية والجهات الأمنية في هذا الجانب تتخذ طابعا روتينيا فما يربط بينهما هو خطاب رسمي من مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المنطقة يتضمن إشعارا بموعد إقامة النشاطات الرياضية وطلب الحضور لتأمين الجانب الأمني، أما العلاقة بين المؤسسة الرياضية والمؤسسات الأخرى فيما يخص الجانب الوقائي فتبدو علاقة شبه معدومة رغم أنه من المفترض أن يكون لبعضها دور هام يساهم في دحض العنف ونبذ التعصب، ونخص بالذات المؤسسة الدينية المؤثرة داخل مجتمعنا المحافظ، فمن المنابر ومن خطب العلماء والمشايخ يمكن الحد من التعصب". وأوضح الأمير نواف أن على المؤسسة الإعلامية دورا كبيرا في التوعية بمخاطر العنف ومساوئ التعصب بإعداد برامج توعوية بالتعاون مع المؤسسة الرياضية، وألا يقتصر الدور على التلفزيون وإنما كافة وسائل الإعلام وبالذات التي لا يشملها مقص الرقيب فهي تتحمل جانبا في إذكاء روح التعصب ونشر العنف في الملاعب، متطرقا إلى دور الأسرة في نبذ التعصب والعنف بالتربية الصالحة. وبين الأمير نواف أنه لا بد أن نعترف أننا شعب يفتقد إلى ثقافة الوقاية بدءا من الفحوصات الدورية قبل المرض أو في الدخول بمشاريع تجارية، ومن أبرز الجوانب الوقائية الأمنية تفرقة الجماهير عن بعضها وعمل الحواجز الأمنية الخاصة والتفتيش الدقيق والإرشادات التوعوية والإعلان عن نوعية العقوبة وإشهار تنفيذها.