المشهد التمثيلي المتكرر الذي لا أشك أن أكثركم قد لاحظه والذي تظهر فيه الأم وقد انفلت عن يدها فجأة صحن أو كوب زجاجي على الأرض لتنتقل الصورة بعده إلى مشهد آخر يظهر فيه ولدها وقد تعرض لخطب ما، أراهن أن أكثرنا لا يراه واقعياً، فهل حقاً يعد استشعار الأمهات لمعاناة أطفالهن عن بعد خرافة؟ أحد الأصدقاء ذكر لي أن أمه أنقذته من موت محقق أيام طفولته، حيث استفاقت من نومها ذات مرة وهي مفجوعة بلا سبب.. وكانت تشعر لحظتها بهاجس يلح عليها بضرورة المرور على أطفالها في ليلة شتائية باردة، وما أن دلفت من باب حجرتهم حتى شمت رائحة مزعجة سرعان ما أدركت أنه بسبب التصاق إحدى البطانيات بوجه «المدفأة « الكهربائية، فهرعت نحوها لإطفائها وفصل التيار عنها، وفتحت جميع النوافذ للتهوية. طبعاً.. كل ذلك وأطفالها يغطون في نوم عميق. فما الذي أفاقها فجأة؟ ولماذا كان أطفالها تلك الليلة هاجسها بعد أن استفاقت؟ وهل من تفسير علمي ومنطقي لحدس الأمهات هذا؟ في كتاب «القوى الخفية» للراحل أنيس منصور ذكر المؤلف إشارات لتجارب علمية تثبت حقيقة هذه الحاسة ولكنها - للأسف - لا تفسرها، وهي عبارة عن تجربتين؛ الأولى أجريت على قطة وصغارها. حيث وضعت القطة الأم في حوض زجاجي.. بينما صغارها في حوض آخر.. وكلا الحوضين في حجرتين مختلفتين.. ثم قاموا بوخز إحدى القطط الصغيرة بدبوس مع مراقبة الأم في نفس اللحظة، فلاحظوا أنها كانت تصرخ وتدور داخل الحوض مع كل وخز يؤذي أحدهم.. مع أنها لم تكن تسمعهم أو تراهم!! أما الثانية فقد قام بها علماء سوفيت (الاتحاد السوفيتي سابقاً روسيا اليوم) على أنثى كلب البحر، حيث أبقوها على ظهر سفينة بحرية، وأخذوا صغارها على بعد مئات الكيلومترات داخل اليابسة، فكان أيضاً كلما وخزوا أحد الصغار تصيح الأم وهي في عرض البحر!! مما يثبت أن هناك بالفعل لغة ما أو إشارة خفية أو ربما ذبذبة غير مفهومة تربط الأم بالصغار في كلا التجربتين، وأن هذه القوة الخفية تؤكد بما لا يخالطه الشك على أن ما نراه سواء في الدراما أو في الواقع من رد فعل انفعالي للأم تجاه أولادها عن بعد ليس خرافة!! وإنما حقيقة علمية مثبتة!! صحيح أن التفسير العلمي ينقصها.. لكنها تكفي لإقناعنا بوجود وسائل تواصل خفية تتجاوز المسافات وتتخطى الحدود وتخترق الحواجز بين الأم وأولادها. @ad_alshihri