بهذه الجملة المشهورة محلياً أنهى عميد كلية الهندسة في ينبع حواره مع أحد الطلاب الذي اشتكى له من بعض التجاوزات والمعوقات التي يعاني منها الطلبة لإتمام دراستهم بناءً على اجتهاد في وضع وتقدير الخطة الدراسية لتسجيل مادة مقررة عليهم لكن هذا التسجيل جاء متأخراً ولم يكن في صالحهم، فجاءه الرد سريعاً من العميد الموقر: (اقلب وجهك) واطلع من هنا لإنهاء الحديث والحوار! ومثل تلك المصطلحات في الحقيقة لا تليق بعضو هيئة تدريس أو أكاديمي أو أستاذ جامعي أو مسؤول تحديداً في القطاع التعليمي، الذي يبني الأجيال ويعلمها ولا يهدمها بسوء استخدام الألفاظ التي يرميها مع الأسف بعض المسؤولين في الجامعات والكليات عند حواراتهم مع الطلاب أو الطالبات فقط من أجل إسكاتهم وإرغامهم على تقبل الوضع أياً كان! والحمد لله إن وسائل التقنية الحديثة والإعلام الجديد أصبحت تخدم المجتمعات بشكل قوي وفعال برصد الحدث (صوت وصورة) أياً كانت أهميته وقيمته سواء كان سلبي أو إيجابي، هادم أو بناء، غث أو سمين. فبفضله تجاوزنا مرحلة (القيل والقال) و(شاهد ما شفش حاجة) لأن الآن أصبح العالم جميعه موقع (الشاهد) على جميع الأحداث على المستوى المحلي والدولي كذلك. وكم نتمنى ألا نرى مستقبلاً نماذج مسيئة للكوادر التعليمية بسوء التعاطي والتعامل والحوارات مع الطلبة ورمي الكلمات جزافاً، وعدم اتخاذ القرارات إلا بعد الدرس والتمحيص واستعراض جميع الاحتمالات الممكنة والتي تصب في صالح الطلاب بالدرجة الأولى، وبهذا فقط ينجح المسؤول التعليمي في أداء عمله ويتمكن بمصداقيته وعن طريق المحادثة الإيجابية من تهدئة الخواطر وإمتصاص غضب الطلبة من اجتهاد خاطئ لم يصب في صالحهم الدراسي بروح العدالة والموضوعية وتوفير كل وسائل المساعدة المتاحة ومن ثم الخروج بأفضل الحلول وليس أقصرها باختصارها بجملة (اقلب وجهك) فقط لأن المسؤول أخطأ ولم يجد مبرراً لخطئه! ومع سرعة تطور وسائل التقنية أصبحت الوسيلة الإعلامية ليست حكراً على الصحف والتقارير والتحقيقات المرصودة فيها، وأصبح الإنسان غير ملزم بقراءتها فقط لمعرفة ما يحدث هنا أو هناك! وإلى هنا يبدو الأمر رائعاً جداً وفعال، ففي الماضي كانت الوجوه المقلوبة مغلوبة على أمرها، لكن الآن أصبحت الوجوه المقلوبة تقلب معها الحقائق وتكشف الأحداث بالدليل والبرهان. ولهذا السبب عزيزي القارئ فقط اقلب وجهك للقبلة وصلي ركعتين شكراً لله. @rzamka [email protected]