نعيش في زمن مليء بالغرائب والعجائب و(الفتاوي) التي أصبحت تضاهي عجائب الدنيا السبع , فنسمع منها ما لا يتصوره العقل السليم والتي تصيب الكبير والصغير بالدهشة أكثر مما تدهشهم وتشدهم (أفلام الرعب والأكشن) !. بينما كنت أقلب في ذاك الكم الهائل من القنوات الفضائية التي أصبحت أكثر من الهم على القلب واذا بي أتوقف قليلاً في عرض جديد (للفأر) الذي قد كفره وأهدر دمه الواعظ (محمد المنجد) والذي أفتى بوجوب قتله ولايخفى عليكم إنه الكافر (ميكي ماوس) .واليوم تطلق أحدث (فتاوى الاستعراض) للواعظ نفسه تحت عنوان "تحريم ملامسة أجهزة تحوي آيات قرانية إلا بطهارة" !! فكبرت في رأسي علامات الإستفهام والتعجب ؟!.وتساءلت هل من المعقول في الوقت الذي تبهر فيه شركة أبل العالم بتقنيتها العالية والمتنوعة , يبهرنا الواعظ المنجد بتلك الفتوى الجديدة التي تحرم ملامسة الأجهزة مثل الآيفون والآيباد عند قراءة وتصفح القرآن الكريم , والتي لا اعلم ولا افهم على أي أساس قاس وبنى هذه الفتوى العجيبة وليست الغريبة ضمن سلسلة فتاويه اللامنطقية . اخشى بعد هذا صدور فتوى بتحريم (حك الرأس) أو ملامستها بغير طُهر لأننا نحفظ بداخلها آيات من القرآن الكريم والذي أفتى و (خلط الحابل بالنابل) فيها الواعظ (المستعرض) المنجد استناداً مغلوطاً للآية الكريمة (لايمسه إلا المطهرون) ..إلى متى سيظل هذا الواعظ يمارس هذا العبث الإفتائي المسيء للدين وللوطن ؟ ومتى سوف يكف عن (الاستعراض) بإسم الدين ؟. أرى أن المجتمع أعطى أمثال هؤلاء (الوعاظ الاستعراضيون) الذين يرمون بالفتاوي بغير رامٍ مساحة أكبر من المستحقة , فأصبحوا يتفننون في إصدار الفتوى بل يتخبطون خبط عشواء في ذلك ,ويجد الواحد منهم بعد ذلك مبرراً لخطئه بذريعة إنه إذا اخطأ فله أجر الاجتهاد وإذا أصاب فله أجران!! . هذه الموجة من الفتاوي التضليلية التي كثرت وانتشرت لا يمكن أن يستمر السماح بها ويجب الحد منها معتمدين في ذلك على تنوير المجتمع وتثقيفه والحوار الهادف المبني على العقلانية في الاختلافات دون تشنج أو شخصنة أو تصنيف في دائرة (الإيمان والكفر) و (الجنة والنار) . وفي النهاية أقول هذه ليست البداية ولن تكون النهاية ,ولن تنتهي سلسلة الفتاوى التي تعمّق إحساسنا بالخزي والعار والفشل .وأعتقد (تمصخت) و صار يبي لها (تنجيد) يالمنجد !!