لا أريد أن أكون بها فيلسوفة اتحدى الفلاسفة، الذين ما ان وقعت تفاحة قاموا يتفلسفون الى ان اكتشفوا الجاذبية، فالجاذبية بحد ذاتها تكتشفونها اليوم ليست بوقوع التفاحة، بل بين كلماتي، فلنبدأ بأرقى الكلمات ونقول (اللهم صبح كل من توكل عليك بخير صباح ).. هي كانت مفتاح مقالتي، دعاء بسيط كتبته أناملي، ولكن الكثير قد توقف عنده وقال (آمين)، والبعض تنهد وهو يرددها، ارأيتم كلمتين فقط كيف جذبتا الكثيرين وجعلتاهم يتمنون ان يصلوا لنهاية المقالة ليعلموا ما هي الجاذبية التي اتحدى بها صاحب التفاحة؟ الجاذبية ليست باكتشاف النظرية، ثم وضع الاسس عليها، والمحاولة بتعقيد الجميع، بل الجاذبية الاساسية هي بالنطق الصحيح واختيار الكلمات المناسبة لتحدي الجميع، وكسب قلوبهم الرقيقة، اتعلمون ما الذي اقصده (فن انتقاء الكلمة لجذب من حولك)، هي الجاذبية الملائكية التي نفتقر اليها، هي الجاذبية والفلسفة الحقيقية التي لا نتقنها، ثم هي الطريقة السليمة التي نقول ليتنا (تعلمناها) وكانت ضمن اساسيات التخرج، لو كان هناك منهج مدرسي نقوم بتدرسيه منذ الصغر الى ان يتخرج الطالب، لما افتقرنا اليوم لندرة الاسلوب الطيب في مجالسنا، اعمار وصلت الى الاربعين وما فوق تجد كلماتهم جارحة، لا يحسبون حساباً لألفاظهم، ولا ينتقون عباراتهم، بل يقومون بقذفها كالقنابل النووية التي ما ان تقع على المرء الا انتهشته ودمرته ثم جعلته ركاماً ورماداً، اهكذا حملة الشهادات والمناصب، وصلوا للكرسي ولكن لم يصلوا للعلو الذي يجعل الجميع يحترمهم، كسبوا الدكتوراه لكن لم يدرسوا يوماً فن الكلمة وحب الناس، اخذوا الشهادات وظلت شهادة واحدة لم يكسبوها وهي شهادة الخبرة في كسب الناس بأبسط وسيلة وهي الكلمة اللطيفة، يقول لدي دكتوراه وشهادات، وحينما يجلس وسط الناس يعاملهم وكأنه يهش الذباب، ينظر إليهم بطرف عينه، رافعاً حواجبه التي ستصل بعد قليل الى سطح المجلس، وبالنسبة لأنفه تجده وضع لافتة مكتوبا عليها (على شحم تراها قافلة) اي لا اريد ان يتقرب مني احد فأعصابي لن تتحمل، تلك هي معاملته، اما حديثه فحدث بلا حرج، يضع العين مكان الغين ويثبت لنا انه (غبي)، ويضع الظاء مكان الضاض واثبت انه لا شيء، صاحبنا حامل الدكتوراه للاسف الشديد نسي فن اقتناء الكلمة الطيبة، التي قد تسحر وتجذب من حوله.. ارأيتم كم نحتاج لما يجعلنا ننجذب كالمغناطيس ولكننا اجل نفتقر وجوده. همسة: إن الجاذبية الحقيقية يا اصحاب المناصب والكراسي الزائلة تكمن في الكلمة والموقف، فالكلمة قد تُدمر بيتاً وقد تبني مجتمعاً، قد تنقذ فقيراً، وتغرق قوياً وغنياً، زن كلماتك قبل ان تخرجها من باطن فمك، وضع كل المكاييل امامك، ثم افتح ذلك الفم لتنطق بالدرر التي تريح القلوب حين سماعها لك، وإن وجدت نفسك لست أهلاً بأمور الكيل والميزان، فاصمت عافانا الله منك ومن بلائك.