مع أن زيارة رئيس إيران للجُزُر الإماراتية المحتلة فُسرتْ لحشدِ التأييدِ الداخلي لسياساته. لكنها أيضاً (استفزاز) صارخ لدول الجوار، و (استدراجٌ) للمواجهة تخفيفاً عن الضغوط الدولية على طهران ولاستحداث أزمة جديدة تُشتّتُ انتباه العالم عن (الثورة السورية). ولِفهمِ مواقف إيران في وجه جيرانها وأمريكا والعالم، يُستحسنُ استرجاع (تراثِ تركيبةِ الحُكْمِ الفارسي) منذ قرون. فَمُرتَكَزُها الأساسي هو (الاستعلاء)..جزءٌ من تركيبة (العقلِ الباطنِ) للحُكْم، منذ تَمزيقِ (كسرى) رسالةَ (سيدِ الخَلق) إليه فَرد المصطفى: "اللهم مَزِّقْ مُلْكَه".. وقد كان.. وإلى ما شاء الله. لكن تلك دعوة الحبيب حققها الباري على أيدي جيوش الصحابة. وجيوشُنا وحكوماتُنا اليوم (لا صحابة) و (لا تابعين) و (لا أَتْبَعِ تابعِ التابعين). لا بد إذاً أن نعيَ (العقليةَ المقابلةَ) و (واقع أحوالنا) و (أساليبَ الاستدراج) سياسياً وعسكرياً وأمنياً. وقد أثبتت العداواتُ الكبرى للمملكة في الستينات والتسعينات (حكمةَ) قياداتها في تخطّي أعقدِ المزالقِ وأَحبَكِ الدسائسِ لتهديدِ (أمنِها) و (استقرارِها). Twitter:@mmshibani