الخير كثير وفاعلُه قليل..و الشر قليل وفاعلُه كثير. تصدق هذه الحكمةُ في كل زمان و مكان. فلا يغرنّكم سواد الشر (أي كثرتُه)، فما ذاك إلا كثرة تابعيه. جعلوا (قليلَه) في أنظار الناس (كثيراً). وظّفوا كل الوسائل المستحدثة لحشد (الغافلين) و(الأهوائيّين) و(العامة) و(ضعاف النفوس) إلى ساحتِه، فاكتظّت بهم. زيّنوها ليسحروا أعيُنَ الناس فيَحسبوا الشر (خيراً) لهم. تماماً كما سحر سحرةُ فرعون أَعيُن رعيّتِه، فبُهِتَ الناظرون وارتَهبوا حتى (أوجَس في نفسه خيفةً موسى). و لم تَعْدُ القضيةُ (كثرة الأتباع). وكثرتُهم على (ضلالٍ) لا تعني (صوابَه) أو تَحوُّلَه إلى (حق). و ما أن تدخّل (الحقُّ) حتى انقلب السحر على الساحر المتَفَرعِنِ بمُلْكه، فإذا (عصا الحق) تَلْقفُ ما يأفِكون. فَخَر السحرةُ سجّداً وآمنَ بنو إسرائيل. (الباطلُ) لا يسود (حقاً) أبداً. فقط كثرةُ تابعيه توحي أنه كذلك. لكنه هشٌّ، ضعيفٌ، سقيمٌ، لا يَتّكِئ على سند مهما طالت عصاه، و لا يستقيم ظهره لخير. فَيا تابعي الشر ما أكثركم وأقَلّه..ويا تابعي الخير ما أقلّكُم وأكثره. لذا أوضح سيد الخلق أن للنار من البشر 999 مقابل كل واحدٍ في الجنة..فارتَقِبوا أي إتجاهٍ تريدون.! Twitter:@mmshibani