تدريب منسوبي الهيئة للتعامل مع الإعلام" قرأت عنوان الخبر ولم أستطع الانتقال للخبر الذي بعده, فقد أحسست بخطأ في الجملة لم أستطع إيجاده من القراءة الاولى. حاولت أن أعيد القراءة ولكن الجملة صحيحة لغويا ونحويا ولكنها ظلت غير "مهضومة" لي. اعدت قراءتها مرة أخرى ولكن هذه المرة قرأتها كلمة كلمة, ثم لمع في عيني مكمن الخطأ. لم يكن خطأ الجملة نحويا بل كانت الجملة بكاملها وما تخفيه خلفها خطأ. الهيئة هذا الجهاز الذي أثار الكثير من الجدل وانقسم الناس إلى فسطاطين حول دورها, قسم يكرهها ويكره كل ما يمت إليها بصلة وقسم يقدسها ويراها جمالا لا قبح فيه, اليوم وبدلا من تحسين صورتها من خلال تدريب منسوبيها على "التعامل" مع الشريحة المستهدفة, تدرب منسوبيها على "التعامل" مع الإعلام. ذلك التوجه يثير تساؤلات عدة عن أهداف الهيئة وأساليبها في تطوير جهازها, فهل الهيئة تهدف لأن تلمع في عيون الصحافة أم عيون الناس الذين تقوم الهيئة على مراقبة أخطائهم؟ وهل تستشعر الهيئة حقيقة أن الصحافة من المفترض أن تكون انعاكاسا لرأي الناس, لا أن تكون آراء الناس انعكاسا لرؤية الصحافة؟. التحديات التي تواجهها الهيئة كبيرة جدا وذلك لأنها تضع نفسها محل الرقيب على تصرفات الناس المباشرة, وغياب القوانين المكتوبة والمخالفات المصنفة عن جهازها يجعل مجال الاجتهاد الشخصي لأعضائها سبب امتعاض المجتمع ومصدرا غنيا جدا للنقد الصحفي الذي يعجب القراء لحنه. فلو أرادت الهيئة فعلا تحسين صورتها فمن الاوجب ان تركز جهودها على تدريب أعضائها وتطوير أساليبها وقوانينها عوضا عن محاولة رسم حقيقة غير موجودة في عيون الصحافة ظنا أن ذلك سيحسن صورتها في أذهان الناس. متى تتبنى الهيئة مبدأ "القول يصدقه العمل". twitter:@msarrar