هذا ماشاهدته يوم الجمعة الماضية عندما كنت مسافراً في أحد مطاراتنا الداخلية، والحقيقة بأن هذا الشيء أزعجني ليس لأنني كنت راكباً في الدرجة الأولى وأبحث عن مقعد مريح، ولكن لأن هذا نوع من التخبط الإداري في الخطوط السعودية. الذي حصل عندما توجهت لصالة المغادرة وكما جرت العادة في أي مطار داخلي بأن اتجه لصالة مخصصة لركاب الدرجة الأولى ليس حرصاً على تلك المشروبات التي لم أشرب منها قط ولكن لأجد شخصا يأخذ التذكرة ويبلغني بموعد صعود الطائرة حتى لا تفوتني الرحلة ثم أعود إلى دهاليز «الفزعة «والبحث عن القشة التي ستحمل ذاك الغريق. صالة الفرسان أصبحت من ضمن أعمال شركة أخرى غير الخطوط السعودية وكتب على بوابة الدخول «عفوا عزيزي المسافر الدخول بخمسين ريالاً» أحسست بأنني على مشارف أحد ملاهي جدة وليس لدي ذلك المانع من دفعها، ولكن لماذا لا تخفض تذاكر الدرجة الاولى بما ان الخطوط السعودية اقبلت على ازالة احدى الخدمات التي تتميز بها هذه الدرجة، ولكن الأدهى والأمر بأن حتى موظفي الخطوط بالمطار لا يعلمون لماذا لم تفعل هذه الصالة أي بمعنى انني خرجت من الموضوع بلا فائدة . نحن لا نقف ضد مشاريع التخصيص التي تلغي مركزية القيادة والتي تؤمن خدمات أفضل بطبيعة الحال ولكن أن تتخلى الخطوط عن هذا الشيء فلابد ان تقدمها الشركة الاخرى بشكل افضل، فمشاكل الحجز والطيران وتاخر الرحلات لدى الخطوط قصة اخرى لو ابحرت فيها لما كفاني فيها صفحات من صحيفتنا الموقرة، ولكن السعي الحثيث للتطور فطرة بشرية وليس عيبا ان نطور، ليس للقول بأننا طورنا ولكن بالفعل نكون قد طورنا ليزهر مستقبلنا بشيء من حفظ الكرامة الانسانية. الشي الذي يدعو للاستغراب هو تواجد موظفي الخطوط بكل الفئات عابسي الوجوه وكان لسان حالهم ونظرات اعينهم توحي بالفضل على المسافر وان المسافر المغلوب على امره قد دفعت قيمة تذاكره من جيوب موظفي المطار، من الافضل ان يتعين على أي موظف يقابل الجمهور ان يتخطى وبنجاح كبير دورة في خدمة العملاء ومقابلة الجمهور، ولا يعني ذلك بأن المسافرين كلهم صفوة ولكن مادامت الجهة المعنية بالخدمة تستطيع نقل موظفيها الى جاهزية اعلى فعليها زرع ابتسامة على الوجوه لتحظى برضى الجمهور وبالتالي لن تحصل مشاكل يندى لها الجبين. ليس الابداع ان تكون نسخة ثانية او متطورة بل الابداع ان تكون النسخة الرائدة والفريدة ولذا ينبغي عليك ملاحظة تجارب الاخرين وتقييمها واخذ الايجايبي وترك السلبي وبالتالبي ستصبح مجموعة من الايجابيات مقارنة بسيطة، الخطوط القطرية نشأت بعد الخطوط السعودية بعشرين عاما وهاهي الان من ضمن الخطوط المصنفة في الدرجة الاولى بالنسبة لوكالة اياتا. بينما نحن نسعى جاهدين للبقاء ضمن التصنيف وان لا نستبعد. اكاديمي وكاتب صحفي [email protected] @BTIHANI