من بين ما فرط فيه العامة و الخاصة (الدعاء). شغلت الدنيا الكبار عن ضروراته، و جهل الشباب جدواه. تعلّقوا كلُهم بالأسباب الدنيوية الملموسة، و نبذوا الحبال الإلهيةَ الخفية. مع أن الأولى (وهمٌ) و الثانيةَ (حقٌّ) لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه. هكذا تناسى الجميع (القنوت) في هذه الفترة العصيبة من حياة الأمة. تناسوه رسميينَ (غيرَ عابئين) و غيرَ رسميينَ (جاهلين). و لو لم يكن له وَقْعٌ كبير لما رسّخَه رسولُنا صلى الله عليه و سلم في النوازل. و لا أشدّ نوازلَ مما عليه حالُنا اليوم، و في مقدمته (سوريا). فالحمد لله أنْ حثَّتْ وزارةُ الشؤون الاسلامية مؤخراً المساجد على (القنوت) بعد لَأْيٍ لا يوصف إلّا بأنه (تردد) لا وَجاهةَ له. و في الجمعة ساعةٌ لا يوافقها دعاءُ مؤمنٍ إلّا أُجيب. و الأوْلى تخصيصُها اليوم لسوريا :(فاللهم نرفع إليك واقع بشارٍ و زُمرتِه و أعوانِه..طغوا و بغوا..ظَنّوا ألّا نَصير للمظلومين و لا مُغيثَ للمستضعفين..و أنتَ أنتَ..فَأَرِهِمْ عجائبَ عدلكَ)..آمين..آمين. Twitter:@mmshibani