الضمير جهاز رقابة ذاتي داخل كل شخص منا ، تقوم آلية عمله وفقاً لقواعد وأنظمة أسس عليها منذ الصغر، أو من خلال التكيف مع الأفكار الجديدة التي قد تدخل على مفاهيم الشخص, كما نجد أنه الأساس في التحكم بجزء كبير من تصرفاتنا الشخصية ، كالغش أو الكذب أو غيرها, وبالطبع يجب أن يكون ضمير الإنسان يقظاً حتى لا تكون تصرفاته سبباً لشعوره بالذنب والإحباط .لكن ماذا لو كان هذا الضمير يقظاً أكثر من اللازم؟. في الواقع نجد أن الضمير اليقظ سيء بقدر الضمير النائم بل ربما أكثر سوءاً ، فالبشر خلقوا ليخطئوا ويستغفروا وللتكفير عما قد يصدر منهم من خطايا ، لكن عندما لا يسمح الضمير بارتكاب الأخطاء والهفوات فهو بذلك يقود الإنسان نحو الكمال ولم يخلق بشر ليكون كاملا ، ومن ثم تبدأ التفاعلات النفسية تؤثر على الإنسان لأنه لن يجد شخص يميل للكمال مثله، والأسوأ أنه لن يجد من يشاركه كماله ومثاليته ، فضلا عن أنه لن يكون صديقا لأحد فكيف سيتحمل صديقا يشكو له أخطاءه وكل أفعاله الفاحشة بينما ضميره لا يسمح له حتى بسماع مثل هذه الأمور. ومن هنا يبدأ الإنسان يقنن ذاته في مساحة ضيقة لا تكاد تسعه وتتحول شهواته المكبوتة إلى سياط تجلده كل يوم، فسجن كماله محكم الإغلاق لا يستطيع الخروج منه وفي نظر الناس هو مجرد إنسان مليء بالعقد النفسية. ولأسباب كتلك دعا الدين الإسلامي للوسطية ، كما فضل العبد التائب عن غيره لأن العودة عن طريق الخطيئة إلى جادة الصواب ليست سهلة.وهكذا نجد أنه علينا ألا نشد اللجام أكثر من اللازم ولا نتركه سائبا فعدم القدرة على ارتكاب الأخطاء سيء بقدر ارتكابها ، ومن لا يعرف الشر لن يدرك معنى الخير مهما عاش . كاتبة سعودية