نقلت بعض وسائل الإعلام الجديد تسجيل افتتاح ولي عهد (المغرب) حديقةَ حيوانات الرباط، معلّقةً بعبارة (هكذا يُصنع الطغاة) لأن سِنّهُ لم تتجاوز العاشرة، وكان في غاية الانضباط باستعراض الحرس وكلِ برنامج الحفل. وهو تعليقٌ مُجْحفٌ مُنافٍ للمنطق. فالأنظمةُ الملكيةُ لم تخدع شعوبَها، لا في مسألة وراثةِ الحُكم ولا في تحديد اسم ولي العهد. ارتضى الطرفان ذلك. فكيف لا ننصف نظاماً ارتأى تهيئةَ حاكمِ المستقبل منذ نعومةِ أظفاره.؟. العكسُ أصحُّ. أي أن يُطالب الشعبُ الحاكمَ ببذل كل الجهود لإحسانِ تَنْشِئَةِ من يتوسم فيه الخلافةَ، حُكماً أو عملاً، لا أن يتركه لتَنْشِئةِ القصر والخدم والحشم. يجب أن يُحصّنَه فكراً، ويُنشّئه انضباطاً، ويُنمّيه عقلاً ونضجاً، ويُرسخَه عقيدةً وحباً لوطنه وشعبه، ويزرع فيه خبراتِ حياتِه طفلاً وفتىً وشاباً ورجلاً. كلها وغيرها أمور تُبذر في الطفولة وتنمو مع الممارسة وتتجذّر بالقدوة. وقد اعتنى خلفاءُ العصور الإسلامية الأولى بإيكال تربية وتأديب أبنائهم لعلماء ولغويين وفُرسان، فَبَزُّوا أقرانهم. لكن شعوبَ اليوم لا تُنصف. فكما أنه لا عدالةَ لمعظم الحُكام في الحقوق.. فلا عدالةَ للشعوب في إلصاق التُّهمِ الباطلةِ بهم. Twitter:@mmshibani