أكد وزير الاقتصاد والتخطيط خالد القصيبي خلال اليوم الثاني لأعمال منتدى الغد، أن المملكة تمكنت من القضاء على "الفقر المدقع" فيها بشكل كلي، مشدداً على سعيها للقضاء على "الفقر المطلق" عبر مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الدولة في مجالات التعليم والصحة وغيرهما. وأفصح القصيبي أمس عن إنجاز الاستراتيجية الوطنية للشباب بنهاية العام الجاري، مؤكداً حرص واهتمام الدولة بالشباب، مؤملاً أن تخرج هذه الاستراتيجية بالشكل الذي يحقق طموحاتهم. وقال إن وثيقة الخطة سترفع لمجلسي الوزراء والشورى بعدما تنتهي منها وزارته. وطالب الشباب الوزير بأهمية إشراكهم في الاستراتيجية الوطنية للشباب التي تعدها الوزارة، كما طالبوه بالتواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيس بوك"، لمعرفة همومهم، مؤكدين أن الشباب هم الأقدر على التخطيط لأنفسهم مع فقدانهم للثقة في الجهات التي تشارك في وضع الاستراتيجية، لكن الوزير أحالهم إلى موقع الوزارة، واعتبره كافياً، مؤكداً أن الاستراتيجية تتضمن فصلاً خاصاً بالشباب والإعلام، يتطرق إلى جميع هذه الجوانب، وأن كل ما تقوم به الوزارة مبني على "مسوحات واقعية". وحول مطالبة الشباب للوزير بتمثيل أكبر للشباب في اللجنة الاستشارية التي تضم 18 عضواً، وفيها شابان فقط؛ رد الوزير قائلا "على الشباب تعلم فن الممكن، وهو المبدأ الذي تعمل عليه الوزارة، فالشباب جزء من المجتمع، وخطط الوزارة تتم حسب تقبل جميع الشرائح وحسب التمويل، والوزارة مهتمة بأن تقدم أفضل درجات الاهتمام للشباب، ولكن التطلعات كثيرة، والواقع هو الواقع". وأشار الوزير إلى أن إشراك الشباب بفعالية في إعداد الاستراتيجية عبر 42 ورشة عمل للشباب والشابات، لمعرفة التحديات التي تواجههم وتطلعاتهم، مؤكدا أن الوزارة لا تكتفي بالإحصاءات والمسوحات، لكنها تتواصل مع الجهات المختصة، ومع الشباب أنفسهم، وترفع تقارير لمجلس الوزراء بشكل دوري تتضمن العراقيل والإنجازات. وكان الوزير ألقى كلمة في منتدى الغد صباح أمس، تحدث فيها عن جهود دولية ومحلية لدعم الشباب، حيث ذكر أن عدد الشباب في المجتمع السعودي بلغ 3.9 ملايين نسمة عام 2010، يشكلون نحو 21% من إجمالي السعوديين، ونحو 34% من السكان في سن العمل، وبلغ العمر الوسيط في المملكة في ذات المدة 21 عاماً، أي أن نصف سكان المملكة دون هذا العمر، وأن متوسط معدل النمو السنوي لفئة الشباب بلغ نحو 3.5%، خلال عام 1992-2010، وهذا المعدل أعلى من متوسط معدل النمو السنوي للسكان السعوديين في خلال هذه الفترة، الذي كان يبلغ نحو 2.35%. وأشار الوزير إلى أن معدل النمو هذا يطلق عليه الفرصة أو الهبة الديمغرافية، وهي تلك الفرصة التي تظهر عندما تنمو فئة السكان في سن العمل بمعدل يتجاوز نمو فئة السكان المعالين أي الأطفال وكبار السن. وأضاف القصيبي أن الوزارة، بدأت بتوجيه سامٍ عام 2010 في إعداد استراتيجية وطنية للشباب تمثل أول استراتيجية للشباب في المملكة، وبذلك تكون ثالث دولة عربياً، وضمن 50 دولة، اختارت أن يكون لديها استراتيجية خاصة بها للشباب، ويشرف على الاستراتيجية عدد من الجهات تضم في عضويتها 18 عضواً من الوزارات والمؤسسات المعنية بالشباب.