يعتبر السفر عبر الطرق السريعة أحد أهم الروافد السياحية للعديد من الدول التي تمتلك شبكة واسعة للنقل البري، والنقل عبر هذه الطرق في تلك الدول عبارة عن رحلة سياحية ممتعة نتيجةً لوجود محطات وقود على مسافات متوازنة وتوفير مطاعم نظيفة واستراحات نموذجية متعددة الأغراض يلجأ إليها لإراحة الأجساد وتهدئة الأعصاب وهي في الغالب تغطي تكاليفها وتدر أرباحاً فضلاً على أنها دلالة على مدى رقي السياحة في تلك الدول. وفي المملكة.. البلد المترامية الأطراف.. يعتمد أكثر المواطنين في الغالب على الطرق السريعة خلال تنقلاتهم ورحلاتهم بين المدن مستفيدون من شبكة الطرق السريعة العملاقة التي أنشأتها الدولة وتمتدَ آلاف الكيلومترات من شمال المملكة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ولكن للأسف أغلب هذه الطرق تنتشر على أطوالها محطات الوقود بشكل عشوائي وغير منظم وبجانبها استراحات مداخلها غير واضحة ومطاعم سيئة في شكلها الخارجي ومرافق تفتقر إلى أبسط احتياجات المواطن وراحته، فالمباني متهالكة وبعضها أشبه بالخرابات والبيوت المهجورة والنظافة غائبة تماماً ودورات المياه مقززة والماء فيها متقطع وقليل فليس هناك صيانة من قبل المستثمرين ولا توجد متابعة مستمرَة من قبل الجهات الرقابية المختصة. والكثير من مرتادي الطرق الطويلة مثل طريق مكةالمكرمة – المدينةالمنورة أو طريق الرياض – الدمام ومعهم عائلاتهم وأطفالهم يحرصون على توفير جميع متطلبات الرحلة داخل سياراتهم فهم يعرفون المستوى المتهالك للاستراحات والخدمات المتدنية للمرافق والانحدار الشديد في الشروط الصحية للعاملين في هذه الأماكن وهذا مايجعل رحلاتنا عبر الطرق السريعة مرهقة وغير ممتعة بعكس دول مجاورة لنا كالإمارات العربية المتحدة مثلاً حيث الاستراحات الجميلة ونظافة المرافق التابعة لها. سوء الوضع الحالي للخدمات الأساسية على الطرق السريعة لا يعكس التطور الذي يعيشه المواطن في مدينته ويحرم اقتصاد المناطق والأرياف من دخل اقتصادي هام وبالتالي يؤثر على عمق السياحة الداخلية وهو قبل ذلك إساءة للمنجز الحضاري للمملكة.. إحدى أغنى دول العالم.. وواجهة غير مشرقة لا تواكب ماتصرفه الدولة من أموال وتبذله من خدمات في أطهر وأقدس بقاع الأرض خاصةً أن هذه المواقع يشاهدها الحجاج والمعتمرون القادمون من خارج المملكة وهم يسلكون الطرق السريعة متجهون إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وقدأكَد الأمير سلطان بن سلمان.. رئيس الهيئة العامَة للسياحة والآثار.. هذا المظهر غير الحضاري عندما صرَح مؤخَراَ أنَ (استراحات الطرق السريعة مقززة، وما هو موجود الآن من محطَات لا يليق بمستوى المملكة) معتبراً أنَ استراحات الطرق السريعة هي محور اقتصادي كبير ومطلب هام لكي يجد المواطن متعة السفر عبر بلاده، وأن الهيئة بدأت في الشروع في تطوير نظام استراحات الطرق وإحداث نقلة كبيرة في خدماتها لخلق متعة السفر عند التنقل بين المدن والذي يعتبر أحد أهم مقومات السياحة الداخلية. وبروح التفاؤل يرغب المواطن من الهيئة العامَة للسياحة والآثار بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنيَة سرعة تعزيز خطواتها نحو إنقاذ مرافق الطرق السريعة من التهاوي. ذلك أنَ التنقُل بين المدن يتزايد بشكل واضح نتيجةً لازدياد عدد السكان وصعوبة التنقُل بالجو عند كثرة الإجازات والمناسبات، والمواطن عندما يجد خدمة مميَزة تليق به ويسعد بها فإنه سيصبح داعماً أساسيَاً لاقتصاد بلاده من خلال هذا القطاع السياحي الذي هو في الواقع رافداً قوياً لخلق وتوفير فرص عمل للشباب السعودي.