** هناك رجال لا يمكن ان يمروا على الذاكرة دون ان تتوقف عندهم لما تركوه من مواقف غاية في الاهمية، لكن الذي يؤلم ان تلك المواقف توارت عن الظهور فلم يتذكرها الا النادر من الناس مع انهم كانوا ملء السمع والبصر بل يكاد ينطبق عليهم ذلك القول الشهير "شاغلو الدنيا والناس" بما كانوا يمثلونه من حضور مجتمعي حيث جعلوا بيوتهم قبلة يرتادها الناس بحثاً عن الاستفادة بآرائهم او عونهم بما لهم من مكانة قادرة على تذليل الصعاب. ان هؤلاء كثر جداً وسوف اتوقف اليوم عند واحد منهم، كنت اعرفه معرفة شخصية وهو أشهر من نار على علم كما يقولون لقد كان رجلا كيساً ذا رؤية استشرافية وثقافية عالية سواء كان في التراث أو في الفقه والتاريخ بجانب ذلك لحذاقته في معرفة اللغتين الاوردية والتركية ففتحت بصيرته على آداب تلك اللغات فأوسعت مداركه كان رجلا كثير التهذيب والصبر والاناة كان ذا حضور ومهابة في تواضع جم انه المرحوم السيد حبيب محمود أحمد اسكنه الله فسيح جناته.