هناك من يقلل من جدية التصريحات الأخيرة للنظام الإيراني بخصوص مضيق هرمز معتبرين تلك التصريحات لا تعدو مجرد استعراض عضلي يراد به تعطيل خطوة المجتمع الغربي عن فرض المزيد من العقوبات ، لكن هناك من يجزم أن ما صرحت به إيران يتعدى مسألة المناورة الدبلوماسية إلى جدية هذا التصعيد استناداً لقرائن عدة سبقت هذا الموقف منها تورط النظام الإيراني مؤخراً في العديد من الحماقات كتلك المرتكزة على سياسة الاغتيالات كما في سفارة السعودية في باكستان، ومحاولة اغتيال السفير السعودي الفاشلة في الولاياتالمتحدة وغيرها ، لكن يبقى هذا الاحتمال غير وارد الآن،خاصة وأن الانتخابات الإيرانية على الأبواب، إذ يبدو أن عدوى الربيع العربي ميممة صوب طهران، سيما وأن للنظام الإيراني تجربته شبه العاصفة مع التظاهرات الشعبية المعقبة للانتخابات السابقة ، ومن المؤكد أنها تخشى أن يكون الشعب هذه المرة أكثر جدية وعزماً على اجتثاث النظام. حتى وإن كانت إيران جادة في عزمها على إغلاق المضيق !! فثمة ما يحيل دون ذلك ، وهو الخشية من فقدان أكبر حليفين لها على طول خط المواجهة بينها وبين الغرب منذ تحولها للنظام الجمهوري وحتى اليوم ، روسيا والصين اللتان ستحولان بلا أدنى شك دون ترجمة إيران لتصريحاتها الأخيرة من مجرد حرب كلامية إلي عملية ميدانية جادة على الأرض ، ويبدو أن التعويل الدولي كذلك يتكئ بكل قوة على دورهما لجم العنجهية الإيرانية وتجنيب المنطقة والعالم إلى حرب عالمية شرسة ناهيكم عما لهاتين الدولتين ( روسيا والصين ) من مصالح جمة وعلاقات سياسية واقتصادية سواء مع الغرب أو دول الخليج أكبر بأضعاف المرات مما يربطهما بإيران . [email protected]