لا أدري أهي من حسنات أم سيئات (عام الثورات 2011م)، أن قضى عملياً على ما كان يسمى (العمل العربي المشترك). لم يكن ذا مصداقية أساساً. بل شعارات سياسية و إعلامية يختبئُ خلفها سياسيون فارغو المضمون. أَفَلَتْ واقعياً (القمم العربية). قد يحافظ عليها (النظام العربي) بروتوكولياً فقط. و سيحرص (النظام الدولي) على استمرارها، لئلّا تغيب أداةُ تشريعِ تدخلاته في المنطقة. بذا تكون تلك الحقائق هي عنوان (الجامعة العربية) للسنوات القادمة. قد تحاول (رئاساتٌ) جديدة وليدة (عام الثورات) البحث عن (زعامةٍ) عبر بوابة الجامعة. و ستصبح كَنافخِ قِربةٍ مثقوبة. الكيان الوحيد المؤهل للتأثير الحقيقي هو (مجلس التعاون الخليجي)، إذا ظلَّ متماسكاً في توجهاته و غلَّبَتْ قياداته مصلحة الجماعة على أهواء الفرد. أما لو تسارعت خطواتُه بترجمة استراتيجيته وخططه السابقة إلى تنفيذ عمليٍ دؤوب، فستتعزز مكانته و يشتد عوده. كلُها عناصر تخدمه و تؤهله لكيانٍ مستقبليٍ اتحاديٍ يتمناه كل خليجي، للحفاظ على مكتسبات العقود الماضية و عدم التضحية بها و بالمستقبل. آمالٌ و مخاطر..سيكتب التاريخ مَن مِن القادة قدّرها حقَّ قدرها..و مَن كان دون مستوياتها. Twitter: @mmshibani